تتربّع مبخرة الجنادرية وسط القرية التراثية مشكِّلة لوحة باهية الجمال عندما يعانق الطيب الأزرق رمز الأصالة والكرم العربي بالجنادرية. وتتصدَّر المبخرة ساحة القرية التراثية بالجنادرية، مرافقة فعاليات المهرجان الوطني للتراث منذ سنوات بجوار بيوت الشعر، وخيام الصحراء، والقهوة العربية، والفعاليات المتنوّعة في صورة متوائمة مع عناصر الأصالة المكمّلة للصورة التراثية للمملكة. ولا يخلو البيت السعودي من المبخرة الجمرية "المدخنة" التي تفوح منها روائح البخور من عنبرٍ وعودٍ، بعد احتراقها بالجمر المشتعل فيها، فتعطّر الأجواء، وتنشر الروائح الزكية. وتُعدّ المبخرة رمزاً من رموز الذوق الرفيع والأناقة وكرم الضيافة، حيث تضمّ في حناياها مزيج البخور وخشب العود، لتفوح في أرجاء المكان معطّراً الثياب والأبدان والضيوف الكرام. وعرف الأجداد البخور منذ مئات السنين، وتدل المقتنيات الأثرية الموجودة في بعض دكاكين القرية التراثية على ذلك، حيث يوجد العديد من المباخر القديمة المصنوعة من الفخار أو المعدن أو الحديد. وتأتي المبخرة على شكل هرم مقلوب يقوم على أربعة قوائم، ويتم تزيين المبخرة بالعديد من الزخرفات المتنوعة من النحاس والبرونز والزجاج. وتنوَّعت أشكال المباخر في اليوم الحالي، حيث تظهر أنواع متعددة منها الخشبي والمصنوعة من الألمنيوم والزجاج، وتطوّرت المبخرة أكثر لتستغني عن الجمر والفحم بالكهرباء. ويحرص البعض على وضع مجسم المبخرة على أسوار البيوت وفي الاستراحات، وتعمد بعض بلديات المحافظات لوضع مجسّم كبير للمبخرة عند مدخل المدينة في دلالة على الاحتفاظ، بالعادات العربية الأصيلة؛ لإكرام الضيف.