تتطلع الأوساط العالمية بكل اهتمام للتعرف على تفاصيل الرؤية السعودية «2030» والتي يستعرضها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قمة مجموعة ال 20 اليوم (الأحد) في مدينة هانغتشو الصينية تحت شعار «نحو اقتصاد عالمي ابتكاري ونشط ومترابط وشامل»، بحضور زعماء الدول الأعضاء من بينهم الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين. ويطرح ولي ولي العهد أمام القمة الرؤية الإستراتيجية «2030» وملامح السعودية لمرحلة ما بعد النفط ودعوة دول قمة ال 20 للتفاعل مع الرؤية وفتح قنوات الشراكة في الاستثمارات السعودية وتعزيز الشراكات في المجالات الاقتصادية والتجارية ومجالات المعرفة الاقتصادية، وجذب المستثمرين، وتسويق الاستثمارات السعودية في الخارج. وشددت مصادر صينية في تصريحات ل «عكاظ» على أهمية مشاركة السعودية في القمة ليس فقط لاعتبارها الدولة العربية الوحيدة، وإنما لدورها السياسي والاقتصادي المؤثر في المسرح العالمي. ولفتت إلى أن ترؤس الأمير محمد بن سلمان للوفد السعودي سيعطي فرصة لقادة مجموعة ال 20 للاستماع لرؤاه الإستراتيجية في المجال الاقتصادي والسياسي في المحيط الإقليمي والدولي. وقالت المصادر إن الأمير محمد بن سلمان اكتسب خبرة عالمية وأصبح شخصية مؤثرة على المسرح السياسي العالمي، موضحة أن المشاركة السعودية ستكون فرصة للتركيز على أكثر التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي أهمية وإلحاحا ورسم المسار للتعاون الدولي مستقبلا. وعلمت «عكاظ» أن الأمير محمد بن سلمان الذي سيلقي كلمة السعودية خلال اجتماعات القمة سيعقد سلسلة من الاجتماعات المستفيضة مع قادة المجموعة، أبرزهم الرئيسان الروسي بوتين والأمريكي أوباما ورئيس الوزراء الهندي نريتدرا مودي والرئيس التركي رجب أردوغان. وتتركز اللقاءات حول سبل إيجاد حلول لقضايا الشرق الأوسط خصوصا القضية الفلسطينية والأزمة السورية واليمنية، فضلا عن تعزيز الشراكات مع هذه الدول في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، ومناقشة آفاق التعاون مع هذه الدول وفقا للرؤية السعودية «2030». وأكد مراقبون أن السعودية تعد وجهة مطلوبة للاستثمار وصوتا نزيهاً وفعالا في اتخاذ القرار، وشريكا يعتمد عليه في تجاوز تحديات العالم الاقتصادية، ولفتوا إلى أن السعودية تحظى بتقدير عالمي، وثقل اقتصادي، وعلاقات سياسية واقتصادية ممتدة على كامل الخارطة العالمية، وأصبحت قوة مؤثرة في صناعة القرار، وصوتا أمينا لمصالح المنطقة العربية، ونزيها في ترجمة حضورها بما يليق بمكانتها وإمكاناتها. واعتبر مراقبون أن قمة مجموعة ال 20 منصة للإدارة الاقتصادية في العالم، إذ تعد حدثا عالميا من الطراز الأول، ومن أبرز الفعاليات الدولية المنظمة من قبل الصين خلال السنوات الأخيرة لتحقيق اقتصاد عالمي قوي ومستدام ومتوازن، خاصة في ظل الظروف المعقدة والمتغيرة التي يعاني منها العالم وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي والحفاظ على الاستقرار المالي الدولي وتناول المخاطر والتحديات الراهنة والمستقبلية. ومن بين الموضوعات التي ستركز عليها القمة، التعامل مع أبرز المخاطر التي تواجه الاقتصاد والسوق المالي الدولي وتحفيز روح العمل الجماعي لتعزيز النمو الاقتصادي العالمي وضمان استقرار الأسواق المالية. يذكر أن مجموعة ال 20 تم تشكيلها عام 1999 بسبب الأزمات المالية، لتكون بمثابة منتدى غير رسمي لوزراء مالية واقتصاد الاقتصادات الناشئة إلى جانب الدول الغنية، وبدءا من عام 2008 بدأت تعقد تلك الاجتماعات على مستوى رؤساء الدول والحكومات، حيث تركز معظم اللقاءات على منع الأزمات وحلها ومكافحة تمويل الإرهاب. وتمثل الدول الأعضاء بمجموعة ال 20 نحو 90 % من إجمالي الناتج القومي العالمي، و80 % من نسبة التجارة العالمية «بما في ذلك التجارة الداخلية للاتحاد الأوروبي»، وأيضا تمثل الدول الأعضاء ثلثي سكان العالم. وتتألف مجموعة ال 20 من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من 19 دولة، هى: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، المملكة العربية السعودية، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة، الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي العضو ال 20.