حينما يتداعى إلى الذاكرة اسم عقبة ضلع، يسطع مشهد الموت والحواث المأساوية التي تشهدها بين الحين والآخر لدرجة أن البعض يطلق عليها (عقبة الأكفان) نظرا لأن الضحايا يخرجون منها بأكفانهم، ورغم ما نالته العقبة من اهتمام وصرف مبالغ طائلة ل«تطويع» تضاريسها، إلا أنها تشهد بين الحين والآخر حوادث فاجعة، ورغم ذلك فإن الحركة لا تتوقف في هذا الشريان باعتبارها من أهم الطرق في منطقة عسير. وتمتد عقبة ضلع لمسافة 76 كيلومترا بدءا من قمة الجبل في أبها وصولا إلى بداية الحدود الإدارية لمنطقة جازان ويبلغ طول المنطقة شديدة الوعورة فيها نحو 11 كيلومترا، وفيها 13 جسرا، بالإضافة إلى ثلاثة أنفاق. وأكد عدد من الأهالي أن العقبة تمثل هاجسا مخيفا لجميع العابرين، فهم يضعون أياديهم على صدورهم خوفا من طوارئ الطريق، مؤكدين ضرورة تحويل الطريق الحالي في العقبة إلى شريان مزدوج تفاديا لحصاد الأرواح الذي تشهده العقبة خصوصا في موسم الشتاء. وأوضح كل من سعيد بن مستور ومحمد الشواطي وعبدالله صلفيح ومحمد آل غواء، أنه لا يكاد يمر أسبوع دون أن تحصد العقبة ضحايا جددا خصوصا في إجازات نهاية الأسبوع وعطلة منتصف العام الدراسي. وقالوا: إننا وعائلاتنا عادة نتجه أسبوعيا خلال موسم الشتاء إلى محافظات الشقيق والدرب في مشاتي تهامة عن طريق عقبة ضلع، فنجد زحاما هائلا في جميع الطرق المؤدية إلى العقبة وبصعوبة نصل بداية طريق العقبة نزولا ثم ننتظر ساعات نظرا لتكدس السيارات في بعضها البعض ونشاهد السرعة الجنونية للسائقين الطائشين وبعد عناء نصل إلى أماكن استقرارنا بعد رحلة رعب. وقالوا: كم نشاهد من حوادث بعضها مميتة وكم نسمع عن أموات وإصابات نتيجة حوادث مرورية سببها ضيق الطرق مع تزايد عدد المركبات بالآلاف سنويا. وقالوا: عند رحلة العودة تلتقي السيارات الصاعدة إلى عسير بالسيارات (النازلة) وعندها تقع الحوادث المرورية بكثرة في الإجازات القصيرة، لافتين إلى أن الزيادة المطردة في أعداد سكان منطقة عسير وزوارها على طريق العقبة على مدار العام تتطلب إعادة النظر في وضعها الحالي والعمل على تحويل الطريق المفرد إلى مزدوج يحقق تطلعات أهالي منطقة عسير بصفة خاصة، وعابري الطريق بصفة عامة حيث إن تلك الخطوة في حال تحقيقها ستحدث نقلة نوعية في المنطقة بوجه عام.