صبيحة الثاني من أغسطس العام 1990، استفاق العرب على كابوس زلزل العالم بأسره.. ما الخبر!؟ إنه جار انقض على جاره استباح أرضه ووطنه ودمه وشرد شعبا في ليلة ظلماء، هي الخطيئة الكبرى للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي نقل العرب إلى الدرك الأسفل من صراع الأخوة. طعنة ما بعدها طعنة في الجسد العربي، جاءت من «دعاة» الوحدة العربية والقومية العربية، حطمت الدبابات العراقية المنظومة العربية وقتلت نشيد «بلاد العرب أوطاني»، بل تحولت إلى بلاد العرب «ميداني لدباباتي وصبياتي». استنفذ حلماء العرب وحكماؤهم كل أدواتهم أمام شهوة النظام العراقي المصمم على طعن الجسد العربي بأدوات القومية، حرك الدبابات والعسكر إلى الكويت تحت شعار «الطريق إلى القدس يمر من الكويت».. وبعدها ضل العرب طريقهم إلى هذا اليوم!؟ بعد هذا اليوم المشؤوم، لم تقم للعرب قائمة، وتمزق هذا الجسد النحيل أمام تدخلات العالم، تحول الخليج العربي إلى الخليج الأسود، «كمامات» الكيماوي في كل مكان، حرب وتخريب أينما تطال صواريخ «الجار» الأمين!؟.. انفردت إسرائيل ب «القضية»، ووقعت في العام 1993 اتفاق أوسلو، وجلب «سيف العرب» صدام إلى الخليج 34 دولة تقودهم الولاياتالمتحدة لردع ذلك العربي «المغير» على جيرانه. وأمام هذا الزلزال والمشهد العربي السوداوي وألم الكويتيين المغبونين برجل آزروه ودعموه في حربه ضد طموحات الخميني بالهيمنة، لن ينسى التاريخ العربي الكلمة الشهيرة للملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، حين قال ومن ورائه السعوديون «مافي شي اسمه السعودية والكويت.. يا نعيش سوا أو ننتهي سوا».. وقد اختار الملك المحنك أن يبدأ بالحياة وينتهي بالموت.. وكانت نتيجة تلك الملحمة انتصار إرادة العيش والحياة على الموت، هي كذلك المملكة العربية السعودية في كل الأزمات مع العرب ومن أجل العرب. جيل الغزو مازال على قيد الحياة، ولعله اليوم لا يتذكر من شبابه إلا تلك الطعنة المؤلمة في الكويت ودول الخليج. 26 عاما مضت على زلزال الخليج 1990، وآثار الجرح مازالت مخطوطة على الخد العربي.. وأمام تخمة الجروح العربية تبقى المملكة العربية السعودية الطبيب لهذه الجروح.