يصفه البعض بحافظ العهد وأمين السر للرئيس أردوغان، ويراه الآخرون صمام أمان الدولة التركية، قاوم تصويب المسدس على رأسه، وسقطت أحد أهم مقومات الانقلاب في دولة عسكرية مثل تركيا. خلوصي آكار، رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش التركي، كان الحلقة العصية على الانقلابيين الذين تمت الإطاحة بهم بعد أقل من ثلاث ساعات، ولولا المقاومة التي أبداها خلوصي بحسب مراقبين عسكريين لكانت الشرعية العسكرية أضفت على الانقلاب الشرعية المدنية.. وكان أردوغان في خبر كان. كشف خلوصي عن تفاصيل الاحتجاز الرهيب على يد قوة عسكرية من الانقلابيين، للمرة الأولى منذ الانقلاب ليل السبت، أن معتقليه من أشد المقربين له في قيادة الأركان. ووفقا لتقرير «سي إن إن تركي»، فإن آكار كشف تفاصيل احتجازه أثناء حضوره أمس إلى البرلمان، خلال حديثه إلى زعيمي الحزبين السياسيين المعارضين «كمال كليجدار أوغلو، ودولت بهجلي». وأشار خلوصي، الذي كان يكن له أردوغان احتراما فائقا، إلى أن القوة الانقلابية حاولت إجباره على تلاوة بيان الانقلاب على الرئاسة، ووضعوا المسدس في رأسه، وأن العناصر أكدوا له أنه في حال وقع على البيان فستزول المخاطر المحيطة بحياته، لكنه، وكما يقول، فضل الموت على أن يجر البلاد إلى فوضى يحكمها العسكر المدعومون من الخارج. آثار الترهيب والتخويف، ظهرت على رقبة خلوصي التي بدت «زرقاء» من شدة المناوشات والضغط عليه من القوة الانقلابية، وكشف أن ممارسات تشبه ممارسات داعش كان ينفذها هؤلاء، حين ربطوا عنقه بحبل من أجل تنفيذ الشنق، إلا أنه في داخله يعلم أن هذه الممارسات ما هي إلا تخويف. وكشف آكار أن «رئيس القلم الخاص به، وبعض موظفي السكرتارية وبعض الضباط المقربين منه شاركوا في محاولة الانقلاب ودعموها»، لافتا إلى أنه نقل ومن معه من الضباط غير الانقلابيين إلى قاعدة «أكنجي»، بعد تقييد أقدامهم وأيديهم، ووضعهم في غرف منفردة. كان إخضاع خلوصي، وإجباره على قراءة بيان الانقلاب، كفيلا بإنهاء الحقبة الأردوغانية، لكن الأقدار شاءت أن يصمد خلوصي لساعات حتى أطاحت القوى المدنية بالانقلاب.