أكتب هذا المقال من على بعد بضع مئات من الأمتار عن ملعب كراون كويتج وهو الملعب الرئيسي بنادي فولهام والمقرر أن تقام عليه يوم 8 أغسطس مباراة السوبر السعودي بين الأهلي والهلال، في لقاء يعود بنا إلى أول سوبر سعودي أقيم عام 1979 وكان طرفاه الهلال والأهلي أيضا، وفاز فيه الأول، وهو أيضا بطل النسخة الأخيرة 2015. وجاء اختيار هذا الملعب بعد تعذر إقامة اللقاء على ملعب «كوينز بارك رينجرز» الذي شهد النسخة السابقة من السوبر بسبب انشغال الملعب في نفس التوقيت. وإذا كان الملعب تغير، فإن البلد لم يتغير، رغم أن بعض الأخبار تحدثت في وقت سابق عن تفكير الاتحاد السعودي لكرة القدم في إقامة السوبر في دبي أو الدوحة أو في إحدى العواصم الأوروبية، إلا أن المزايا التي تتيحها إقامة السوبر في لندن رجحت كفتها على أي عاصمة أخرى، وأقنعت أصحاب القرار بصرف النظر عن تغيير مكان السوبر. وبدأ الاتحاد السعودي في تسخين السوبر قبل موعد إقامته بشهر، عندما أعلن عن عزمه إسناد تحكيم المباراة لطاقم سعودي، وهو الأمر الذي قوبل باحتجاج أهلاوي نجح أخيرا في حمل الاتحاد على تغيير قراره والطلب من الاتحاد الإنجليزي تكليف طاقم تحكيم بريطاني. وبالطبع فإن الهلال اكتسب تجربة من النسخة السابقة للسوبر تعطيه أفضلية نسبية على منافسه الأهلي الذي يخوض التجربة لأول مرّة، لكن تبقى المؤثرات النفسية والمعنوية في مرتبة أقل من الوضع الفني للفريقين الذي يميل بشكل واضح لصالح الأهلي الذي تصب معظم الترشيحات لمصلحته. وإذا كانت العاصمة البريطانية شهدت منذ بداية إجازة عيد الفطر المبارك تدفق السياح السعوديين جريا على عادتهم السنوية، فإن تحديد موعد مباراة السوبر في 8 أغسطس أجبر كثيرا من السياح السعوديين على إعادة برمجة مواعيد إجازاتهم في لندن على نحو يتيح لهم حضور السوبر. وتعيد النسخة الجديدة من السوبر للأذهان الجدل الذي دار في الوسط الرياضي وتعداه إلى كافة شرائح المجتمع السعودي، حول جدوى إقامة هذه المباريات خارج الحدود والأهداف الحقيقية التي يتوخاها صانع القرار من هذه الخطوة، وأيضا قضية حضور المرأة للمباريات الكروية في الملاعب السعودية، خصوصا بعد أن شهدت النسخة السابقة حضورا لافتا للنساء السعوديات انقسم حوله السعوديون بين مؤيد ومعارض.