تتسابق أهم دول العالم الصناعية على تقديم وسائل الترفيه لشعوبها ولشعوب الدول المجاورة أو شعوب العالم الآخر. وتحرص هذه الدول على ترفيه أبناء هذه الشعوب وتوجيه برامج الترفيه لأن تكون مصدرا من أهم مصادر الدخل للمناطق والمدن ضمن الدولة. ومن أشهر مراكز الترفيه في العالم مدن (ديزني) والتي بدأت في الولاياتالمتحدةالأمريكية في مدينة لوس أنجلوس في ولاية كالفورنيا باسم ديزني لاند Disneyland ثم توسعت وأنشأت عالم ديزني DisneyWorld في الساحل الشرقي للولايات المتحدة في مدينة أورلندو بولاية فلوريدا ثم توسعت وانتقلت إلى أوروبا في ضواحي باريس (يوروديزني) ثم أنشئت ديزني اليابان في أقصى شرق قارة آسيا، ثم أنشئت Disney Cruise (سفن ديزني). ويخطط الآن لإقامة مدن ترفيهية جديدة وعظيمة ومنافسة لمدن ديزني العالمية ويقال إن إمارة دبي تخطط لإنشاء أكبر مدينة ملاه في العالم وستكون أكبر منافس وبدون منازع في العالم لمدن الترفيه المغلقة. ورغم أن مدن أوروبا الترفيهية مثل (أوروبا بارك) في ألمانيا والتفولي في كوبنهاجن الدنمارك وغيرها تمثل منطقة جذب لشباب أوروبا إلا أن تعقيدات الحصول على التأشيرات لأوروبا وأمريكا يدفع بعض الدول مثل إمارة دبي إلى التفكير في إنشاء أكبر مدينة ملاه لاستقطاب الشباب والسياح الخليجيين والآسيويين والعرب، وهم يمثلون نسبة عالية من السياحة العربية وضمن الطبقة المرتفعة المستوى للدخول. ومن المؤكد أن مدينة دبي الترفيهية المستقبلية بنت دراستها على السياحة السعودية في الدرجة الأولى لقربها وسهولة الوصول لها وتشابه الأجواء. حيث إن آخر التقارير من مؤسسة (بي دبليو سي) للاستشارات تفيد أنه تجرى الاستعدادات لافتتاح مشروع (آي إم جي وورلدز أف أدفنتشر) في دبي والذي يعتبر أكبر مدينة ترفيهية وأكبر حديقة ملاه مغطاة ومكيفة في العالم تفوق مساحتها مليونا ونصف مليون متر مربع بسعة 20 ألف زائر يوميا، ويقوم المشروع على فكرة المدينة الإلكترونية يخدم فيها شخصيات كرتونية وأبطال وشعارات كرتونية، كما تتنافس شركة فوكس العالمية للانتهاء من خططها لتطوير ثاني مدينة ترفيهية وأول منتجع في العالم يحملان علامة فوكس التجارية في دبي، وتخطط دبي للسياحة لاستقطاب 20 مليون سائح سنوي بحلول عام (2020) بإجمالي إيرادات متوقعة تصل إلى 18,3 مليار درهم سنويا. إلا أن هناك الملايين من الشباب والأسر السعودية لا يستطيعون تحمل تكلفة السفر خارج الوطن، بالإضافة إلى أن هناك شريحة كبيرة تبحث عن مناطق ترفيهية طوال العام داخل الوطن. وهذا يدفع شريحة من الشباب والشابات والأسر السعودية إلى التطلع لأن يكون في بلادهم مدن أو مدينة ترفيهية عملاقة ومتكاملة بجميع الإمكانات الداعمة للسياحة الداخلية من فنادق بكل الدرجات ومن شركات طيران توفر إمكانية السفر من وإلى مدن الترفيه في جميع مواسم الإجازات السنوية، كما يأمل الشباب أن تتوفر في هذه المدن الترفيهية دور العرض السينمائي والمسارح الفنية لعرض الأفلام العالمية ولعرض الفنون المحلية والفنون الشعبية والفلوكلورية المحلية والدولية. إن فكرة المدن الترفيهية لم تغب عن أمير الشباب وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال رحلته الاقتصادية الأخيرة للولايات المتحدةالأمريكية، وهو مشروع من أهم المشاريع الترفيهية والاقتصادية لشعب المملكة، وبالإمكان أن تخصص له جزيرة أو جزيرتان أو أكثر من جزر البحر الأحمر المتناثرة على الشاطئ الغربي أو يخصص موقع لمدينة ترفيهية كبيرة يسهل الوصول لها عن طريق البر والجو والسكك الحديدية وستكون إحدى مناطق الجذب للسياحة الداخلية تساهم في توطين الاستثمارات وعودة الأموال المهاجرة وتوطين الوظائف وفتح فرص وظيفية جديدة. نحن فعلا في حاجة إلى مشروع متكامل وليس أجزاء من مشروع. وأجزم أن مثل هذا المشروع سيكون له عوائد اجتماعية واقتصادية وثقافية. وسيكون منفذا من منافذ الترفيه لأبناء وسكان الوطن وإذا كانت المشاريع الترفيهية العالمية تضع السياح العرب والخليجيين ضمن خارطتها التسويقية المستهدفة فإن مشروعا مماثلا في السعودية سوف يستقطب الملايين من أبناء الوطن وسكانه والزائرين له من المسلمين القادمين للحج والعمرة. وأخيرا لا بد أن أعيد الفضل لرواد مدن الترفيه في المملكة وعلى رأسهم أخي وزميلي الشيخ عبدالمحسن الحكير صاحب أوائل المبادرات في إنشاء مدن الترفيه الصغيرة ولكنها كبيرة المردود لأبناء الوطن.