بصوت يحدوه التفاؤل، يؤكد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله ارتفاع معدل النمو المسرحي في المملكة، حتى أنه يعتبره الأعلى في المعدلات العربية. ويرى في حوار مع «عكاظ» أن المسرح في البيئة المدرسية يعتبر دافعا مهما ومضادا حيويا لأمراض التطرف و(النزعات الظلامية)، مبددا الاتهامات التي تقول بنية (مسرحة المناهج). ويضيف: «لا نهدف إلى مسرحة المناهج ولا إلى إيجاد ممثلين، بل نهدف إلى تطوير ملكات الطلاب في التعبير عن ذواتهم والحوار مع الآخر، لخلق شخصية قوية حرة». ويشير عبدالله إلى توقيع الهيئة مذكرة تفاهم مع وفد مسرحي صيني من جمعيتي (ستار لايت) و(أرتس ثياتر) والمعنيتان بتطوير الجوانب التقنية في العرض المسرحي لتدريب التقنيين والفنيين والمصممين العرب، فإلى نص الحوار: سينطلق مهرجان المسرح العربي في العاشر من يناير العام القادم، وفي مسيرة المهرجان لم نشاهد إلا عرضا مسرحيا واحدا شارك في هذه التظاهرة العربية الكبيرة، وهو عرض (مريم وتعود الحكاية)، متى نرى عروضا مسرحية سعودية مشاركة في هذا المهرجان، ومنافسة على جائزة الشيخ القاسمي؟! أشكرك على سؤالك هذا، وأؤكد لك أن اهتمامنا بالمسرح السعودي لا يقل عن اهتمامك، ونكن كل تقدير للمسرحيين السعوديين لما يحققونه من خطوات سريعة في التقدم والإنجاز، ويمكن أن نقول بأن معدل (النمو المسرحي) في السعودية من أعلى المعدلات العربية، وهذا المسرح لم يغب عن مهرجاننا في كل دوراته، إذ إننا لا نعتبر العروض فقط هي المهرجان، فهناك المؤتمر الفكري والورش التدريبية والندوات التطبيقية والجانب الإعلامي وقد كانت الفعالية، أما مسألة العروض فهي خاضعة للتنافس العربي وتمر عبر لجنة عربية تختار من بين مئات العروض 14 عرضا كحد أعلى، ولا يتم الاختيار ضمن اعتبار للدول، بل للأجود من العروض، هناك دول عربية لم يتأهل من عروضها أحد على مدار ثماني دورات، وهناك دول تأهل من عروضها خمسة في دورة واحدة، الجودة هي الحكم، وهذا لا يعني أن من لم يتأهل ليس جيدا، بل إن من تأهل هو الأجود، وإننا نأمل أن يكون حظ المسرح السعودي وكذلك كل المسارح العربية أوفر وأكثر في الدورة التاسعة والدورات القادمة. مشروع تنمية المسرح المدرسي، هذا المشروع المختلف، الذي جاء استكمالا لدور الشارقة الريادي في المسرح، هل ستكون الاستراتيجيات التي يقوم عليها المشروع قابلة للتطبيق في أي دولة عربية، ولماذا اتجهت الهيئة العربية للمسرح المدرسي تحديدا؟! لقد لخصها صاحب السمو في لقائه مع ضيوف الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي في يناير 2014 في الشارقة، حين أوضح أننا إذا أردنا تنمية بعيدة المدى للمسرح العربي فعلينا أن نبدأ بالمسرح المدرسي؛ وتعلمون كما بات الجميع يدرك، أن عودة الاعتبار للفنون؛ ومنها المسرح في البيئة المدرسية، يعتبر دفاعا مما ومضادا حيويا لأمراض التطرف والنزعات الظلامية، فغياب الفنون والمسرح تحديدا من حياة الطالب والمدرسة، منح مساحة أكبر لنمو أفكار نرى جميعا نتائجها، لذا فقد عملت الهيئة بمعية مئات المختصين والمسؤولين في المسرح المدرسي على امتداد الوطن العربي على وضع استراتيجية عربية لتنمية المسرح المدرسي، وشخصت هذه الاستراتيجية التي صادق عليها 16 وزارة تربية عربية مواطن الضعف ومواطن القوة وبنت على أساسها خطة عشرية، تتركز مرحلتها الأولى في إعداد المدربين القادرين على إعداد المعلمين والمنشطين، هذا الإعداد يقوم بداية بتصويب المفاهيم الخاطئة عن المسرح المدرسي، لأن التطبيقات الخاطئة تؤدي إلى نتائج عكسية، وعلى سبيل المثال فالمسرح بالنسبة للمرحلة ما قبل المدرسة والابتدائي ليس التمثيل بل (اللعب الدرامي)، وأنجزنا دليلا عاما للمراحل كلها يمكن كل بلد من وضع دليل خاص بها، نحن في المسرح المدرسي لا نهدف إلى مسرحة المناهج ولا إلى إيجاد ممثلين، بل نهدف إلى تطوير ملكات الطلاب في التعبير عن ذواتهم والحوار مع الآخر، لخلق شخصية قوية حرة، لخلق مهندس ناجح وطبيب ناجح ولمنح الفرصة لأصحاب الموهبة من أخذ طريق الفن. الأمين العام، خليجيا ستقوم الهيئة بتنظيم مهرجان المسرح المدرسي، هل من الممكن أن تفيدنا أكثر عن هذا التوجه، وما هي ثمرات إسناد هذه المهمة للهيئة العربية؟ ضمن عملنا على تنمية المسرح المدرسي العربي، شهدت علاقتنا مع مكتب التربية العربي لدول الخليج تطورا ووقعنا مذكرة تفاهم تؤسس للتعاون في عديد من المجالات، ويعلم الجميع أن مهرجانا للمسرح المدرسي لدول مجلس التعاون يعقد كل عامين، وقد كان هذا الأمر ضمن محاور البحث بيننا، خاصة أن المهرجان الذي يعقد كل عامين قد آن أوان تطويره، لذا فقد عقد في مقر مكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض الاجتماع التنسيقي الأول لمهرجان المسرح المدرسي الخليجي في دورته السابعة، والمزمع عقده في مملكة البحرين 23 أكتوبر 2016،بحضوري وبحضور سعادة الأستاذ جاسم الحربان ،مدير إدارة الخدمات الطلابية ،وسعادة الأستاذة شريفة موسى حسن، مستشار معالي وزير التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة، عضو لجنة إعداد استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي، والأستاذ عبدالكريم المديني، مدير إدارة الشؤون الإدارية والمالية بالمكتب، والأستاذ صالح القرني، المشرف على برنامج المسرح المدرسي الخليجي، لمناقشة عرض الإجراءات التي اتخذت لتنفيذ مهرجان المسرح المدرسي الخليجي السابع، واستعراض استراتيجية الهيئة العربية للمسرح المدرسي في الوطن العربي، وكذلك استعراض التصور المقدم من وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين لمهرجان المسرح المدرسي الخليجي في دورته السابعة، وتحديد البلد المستضيف لمهرجان المسرح المدرسي في الدورة القادمة، ومناقشة طرق الدعم، وكيفية تنفيذها. هذا وقد اتخذ المجتمعون عددا من القرارات التي تضمنت انعقاد الدورة المزمعة في أكتوبر 2016 بالبحرين، حيث ستدعم الهيئة الدورة من ناحية وتتواجد فيها من أجل دراستها وبالتالي تقدم الهيئة العربية للمسرح خطة تطوير وعقد الدورات من عام 2017 وصاعدا بعد إنجاز دورة أكتوبر في العام الحالي، ومن أهم ما يمكن أن يتخذ هو وضع لوائح مبنية على أسس علمية رسختها الاستراتيجية الخاصة بتنمية المسرح المدرسي، وكذلك تحقيق مستوى أعلى من إشعاع المهرجان من خلال انتقاله عبر دول مجلس التعاون، الأمر الذي سيؤدي إلى تفعيل آليات العمل المحلية على المسرح المدرسي، وعقد المهرجان كل عام بدل عامين. التقى وفد الهيئة برئاسة الأمين العام خلال زيارته للجزائر وفدا مسرحيا صينيا من جمعيتي (ستار لايت) و(أرتس ثياتر) والمعنيتان بتطوير الجوانب التقنية في العرض المسرحي، وأتفق الطرفان على أن تتولى الهيئة مهمة التنسيق وترشيح المتدربين في الدورات التي تقدمها الصين لصالح السينوغرافيين العرب، متى سيتم الإعلان عن هذه الدورات ؟! تسعى الهيئة إلى توثيق عرى التعاون بينها وبين كافة المؤسسات العربية والدولية، وقد تم اللقاء فعلا مع الجانب الصيني ضمن زيارتنا للجزائر، ووقعنا مذكرة تفاهم معهم، وسنكون في المستقبل أمام استحقاق هذه المذكرة وتفعيلها، وسنسعى لتحقيق الفائدة الأكبر لصالح المسرحيين العرب وتطوير مهاراتهم ومعارفهم التقنية في مجالات السينوغرافيا وتفرعاتها والتي يبرع بها الصينيون ولديهم استعداد كبير لتدريب التقنيين والفنيين والمصممين العرب، وحيث أن تجربتهم مع بعض المؤسسات المسرحية العربية لم تحقق الكثير فإنهم يطمحون إلى أن تكون الهيئة هي النافذة التي يتم العمل من خلالها، وعندما تكون ترتيبات ذلك ناجزة سنعلن عن التفاصيل، نحن عادة لا نتعجل، نخطط جيدا ونعمل بهدوء.