كشفت مصادر سياسية ودبلوماسية فرنسية مطلعة ل «عكاظ» أن باريس تعول كثيرا على الزيارة المرتقبة لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مشيرة إلى أن هناك العديد من الملفات الدولية تحتاج إلى محادثات سعودية فرنسية. وقالت المصادر إن زيارة ولي ولي العهد محمد بن سلمان من أهم الزيارات المرتقبة، إذ ستكون هناك ملفات عدة على قائمة المحادثات بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي من المتوقع أن يزور باريس في 27 يونيو بعد زيارته للولايات المتحدةالأمريكية. ومن بين الملفات التي ستطرح في زيارة ولي ولي العهد تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان الذي بات يؤرق الدول المجاورة، خصوصا في ظل غياب الدولة واستفحال المشكلات السياسية، رغم المساعي الدولية، خصوصا من دول المنطقة، من أجل إيجاد حل للمأزق اللبناني، في الوقت الذي تخلت باريس عن طلب عقد اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان، التي أعلن عنها فرانسوا هولاند في 27 مايو خلال زيارته لبيروت. في غضون ذلك، حاولت إيران التسلل إلى قضايا المنطقة العربية، إذ حاول اللوبي الإيراني دفع الدول لتبني المبادرة الدولية لإشراكها في مجموعة الدعم الدولية في قضايا المنطقة العربية، بما فيها لبنان وسورية، إلا أن تلك المساعي باءت بالفشل أمام رفض المملكة لإشراك إيران في المبادرة جملة وتفصيلا. واعتبرت مصادر ديبلوماسية من باريس، أن إيران هي سبب الأزمة في لبنان وفي العديد من الدول ولذلك تحاول فرنسا الضغط على طهران من خلال وزير خارجيتها جواد ظريف الذي يقوم بزيارة إلى باريس، لدفعها إلى عدم التدخل في اختيار الرئيس اللبناني. وفي هذا الإطار، رأى سياسيون وخبراء أن مصائب المنطقة سببها النظام الإيراني، إذ اعتبر ميشال تيرو، النائب عن منطقة لرون وسكرتير الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي أن طهران توظف ورقة التفاوض على رفع يدها من لبنان من أجل دفع واشنطن للاعتراف بدورها في المنطقة والسماح لها بلعب دور دركي على العالم العربي. ويضيف ميشال تيرو «أن لا الولاياتالمتحدة ولا الدول العربية على استعداد لقبول بالدور الإيراني في المنطقة، خصوصا المملكة العربية السعودية، التي ترفض رفضا قاطعا تدخل إيران في الشؤون العربية وتقف سدا منيعا في وجه التوسع الإيراني في المنطقة». أما الخبير السياسي في معهد إيرس بارثليمي كورمو، فأكد في تصريح إلى «عكاظ» ألا استقرار في المنطقة إلا بتبني رؤية موحدة وإستراتيجية تعتمد على احترام شؤون الدول والتعاون المستمر بينها لرد التحرك الفارسي الذي يصبو لفرض هيمنته على العالم العربي كله. كما اعتبر المحلل السياسي باسكال بونيفاس في تصريح إلى «عكاظ» أنه «يمكن لفرنسا تحديد الخطوات التي يجب اتباعها لإجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان في ضوء مشاورات مكثفة مع الأطراف المعنية والضغط على إيران من أجل الكف عن التدخل في لبنان»، إلا أنه شدد على أهمية الدور السعودي في استقرار لبنان.