يصطدم غالبية الخريجين من الجنسين في المملكة خلال رحلة البحث عن لقمة العيش وتتبع إعلان وظيفي حكومي، بكثير من العوائق، من أهمها المحسوبية والتدخل البشري، فهذا هو الداء الرئيسي في المسابقات الوظيفية، وصعب القضاء عليه، وينتظر الخريجون من الجهات المختصة كف جماح هذا الفساد المستشري حتى يسود العدل والمساواة بين أفراد المجتمع، لكي يؤدي مهامه وأعماله تجاه دينه ووطنه ومجتمعه. ويطالب المجتمع السعودي باستمرار القضاء على هذه الظاهرة التي تظلم كثيرا من الخريجين، ومن هنا يلجأ الشباب والفتيات إلى مواقع التواصل الاجتماعي أخيرا عندما تصم الآذان وتبكم الأفواه لكي يبثوا همومهم وشكواهم، حتى يصل صوتهم إلى المسؤولين، وجاءت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) بعد أمر ملكي صدر قبل أربع سنوات لكي تساعد في القضاء على مظاهر سيئة عديدة في أجهزة حكومية أخرى منها ما يسمى المحسوبية أو الواسطة.. وتتصدر المحسوبية أشكال الفساد انتشارا في القطاع الحكومي الخدمي وفقا لدراسة أعدتها «نزاهة» بنسبة 62.91 % ما يدل على أن هناك قصورا في الإدارة العليا والجهات المسؤولة (هيئة مكافحة الفساد - هيئة الرقابة - هيئة التحقيق والإدعاء العام - وإدارة المؤسسات الحكومية وغيرها من الأجهزة الحكومية)، فبكل تأكيد صوت المجتمع موحد نريد حلا (للمشكلة) يا نزاهة وليس إحصائية ودراسات فقط، لماذا لم تنزلوا الميدان في أي مسابقة وظيفية سرا أو علنا حتى تكشفوا العجب والعجاب! هل تتحرك مكافحة الفساد والإدارات المختصة بالتدخل وإيقاف العبث الذي يحل بنظام المسابقات الوظيفية في الجامعات والوزارات والمؤسسات الحكومية، وإيجاد حل لهذه المشكلة بكف الإيادي البشرية، وإنشاء نظام إلكتروني (محدث) متكامل يضمن العدل والمساواة لكل المتقدمين والمتقدمات في كافة أجهزة الدولة كل جهاز حسب طبيعة نشاطه، نظام المسابقات التقليدي غير كاف لضمان العدل والمساواة بين أفراد المجتمع بل نريد أن يحل النظام الإلكتروني هذه المشكلة بحيث تكون آلية المسابقات الوظيفية (20% على أقدمية التخرج و 10% على المقابلة الشخصية و70 % على الاختبار التحريري الإلكتروني). يجب على رجال الوطن أن ينظروا في هذا الداء المستشري في القطاعات الحكومية ويقطعوا دابره، فلن يرتقي المجتمع ويصل لرؤية 2030 بالواسطة. حسن ملفي الودعاني