قادت ربطة العنق الخضراء التي لبسها الفريق السعودي في الأممالمتحدة خلال انتخاب المملكة عضوا في مجلس الأمن إلى أن تكون مثالا يقتدى به في المجلس العالمي، لباقي الدول بعد ذلك اليوم. هذا ما كشفه المندوب الدائم للمملكة في هيئة الأممالمتحدة السفير الأديب المهندس عبدالله المعلمي، الذي لم يعلم بأن هوايته في جمع الطوابع والخطابة ستقوده يوما إلى منبر الأممالمتحدة، وابتسم له الحظ عندما أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (ولي العهد آنذاك) بتعيينه سفيرا للمملكة في بلجيكا ثم مندوبا دائما للمملكة في الأممالمتحدة. يقول السفير المعلمي، خلال محاضرته التي نظمها النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية بعنوان «منبر الأممالمتحدة بين السياسة والأدب»، في مقر دار اليوم للصحافة والنشر في مدينة الدمام، وذلك مساء أمس الأول (الثلاثاء)، وأدارها رئيس النادي الأدبي محمد بودي، «في الأممالمتحدة أصبحت مهمتي الرئيسية تستوجب إلقاء الخطابات، ووجدت أمامي تاريخا حافلا من الدبلوماسيين الأدباء بمختلف اللغات، من بينهم السفير الأسطوري - على حد وصفه - جميل البارودي مندوب المملكة الدائم بين عامي 1963-1979، وكذلك سفير قطر السابق بين عامي 1989-1992 الدكتور حسن النعمة، وكذلك من السفراء الأدباء في الأممالمتحدة كان سفير ليبيا الشاعر عبدالرحمن شلقم بين عامي 2009-2012، وسفير العراق الشاعر سمير الصميدعي بين عامي 2004-2006». وتحدث عن السجالات التي كانت تدور في الأممالمتحدة بينه وبين المندوب الدائم لسورية الدكتور بشار الجعفري، أثناء الأزمة السورية، إذ قال عنه: «الدكتور الجعفري من الدبلوماسيين المميزين، وهو رجل غزير المعرفة وثري الثقافة وله ذائقة أدبية واضحة، إلا أنه لا يتقن فن العروض، وللأسف أن يزج برجل مثل هذا ليدافع عن نظام فقد كل ذائقة إنسانية أو أدبية أو دينية وهو يمارس القتل والاضطهاد في أبناء شعبه». وعن آلية التصويت في الأممالمتحدة في اتخاذ القرارات، أوضح أن هناك 15 عضوا، منهم خمسة أعضاء دائمون، و10 غير دائمين، ولا يقبل الموافقة على القرار بأقل من 9 أصوات، وأن لا يعترض أحد الأعضاء الدائمين على القرار. وحظيت محاضرة المعلمي بحضور أكثر من جيد من قبل المهتمين بالثقافة والأدب والسياسة أيضا، واستوقف عدد من الحاضرين المعلمي عند خروجه من موقع المحاضرة لطرح بعض الأسئلة والآراء عليه، والاستماع إلى ما يقوله حول ذلك.