يقف الرياضيون اليوم على عتبة مرحلة رياضية جديدة، تشي بحقبة أكثر ازدهارا وتميزا في عهد ملك الحزم سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يشرف الرياضة السعودية برعايته النهائي الثاني على كأسه مساء اليوم بين فريقي الأهلي والنصر، إذ تشكل البطولة رقما مهما في سجل تاريخ البطولة العريق الممتد منذ عام 1377ه، إذ انطلقت البطولة الرسمية الأولى عندما أسندت إدارة رياضة كرة القدم لوزارة الداخلية في منطقة مكةالمكرمة تحت (قسم الشؤون الرياضية)، وكان وزيرها حين ذاك صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل (يرحمه الله)، إذ نظمت البطولة منذ تلك الحقبة التي شهدت في تاريخها عددا من التحولات والتغييرات في الطريقة والمسمى عبر المراحل التالية: المرحلة الأولى كأس الملك (1377 – 1394) شهدت هذه المرحلة انطلاقة البطولة التي تمثل باكورة التنافس في الرياضة السعودية، ونظمت بطريقة نظام الدوري «النقاط»، وبعد اعتماد مشاركة جميع الأندية السعودية في البطولة، إذ قسمت دوريات المناطق إلى ثلاثة، ويتأهل بطل من كل دوري منطقة إضافة لفريق يتأهل بالقرعة إلى نصف نهائي كأس الملك ثم يلعب فريقان المباراة الختامية. ولا يمنح أي فريق يتصدر دوري منطقته أو مجموعته أي جائزة، إذ أن الجوائز تمنح فقط للبطل الذي يحرز البطولة بشكل عام. وقد اقتصرت البطولة منذ انطلاقتها على أندية المنطقة الغربية. وكان أول من حصد لقب البطولة هو الوحدة بعد فوزه على الاتحاد، الذي عاد وفاز بثلاثة ألقاب متتالية كانت جميعها على حساب الوحدة. عام 1381 ه انضمت أندية المنطقة الوسطى للمشاركة في بطولة كأس الملك، وكان نادي الهلال أول ناد عاصمي يحقق الكأس. عام 1383ه انضمت أندية المنطقة الشرقية للمشاركة في البطولة، وقد هيمن الأهلي بفوزه بخمسة ألقاب في هذه الفترة، وأيضا شهد فوز أول ناد من المنطقة الشرقية بالبطولة، إذ توج الاتفاق بأول ألقابه عام 1968. وفاز النصر بأول لقب له عام 1974 بعد خسارته ثلاثة نهائيات قبلها. ويعد النادي الأهلي أكثر الفرق فوزا بالكأس في هذه المرحلة ب 6 مرات، يليه الاتحاد 5 مرات، ثم الهلال والوحدة «مرتان»، والنصر والاتفاق «مرة واحدة». - المرحلة الثانية من كأس الملك «1396-1410» عادت المسابقة للظهور بعد أن توقفت عامين، إذ استؤنفت عام 1396 ه/1976، وأقيمت بنظام الكؤوس «خروج المغلوب»، تزامنا مع انطلاقة الدوري السعودي الممتاز، وبرزت أندية المنطقة الوسطى في هذه الفترة بشكل كبير، إذ بلغت النهائي «12 مرة» من 15 واستطاعت أن تحصد 9 ألقاب نصيب الأسد منها لنادي النصر ب 5 ألقاب ونادي الهلال 4 ألقاب، بينما فاز الأهلي ب 3 ألقاب متتالية في السبعينات الميلادية، ثم عاد في عام 1983 وفاز باللقب العاشر في تاريخه، وكان عام 1985 عاما سعيدا على الاتفاق، إذ استطاع الفوز بثاني ألقابه، وشهد عام 1988 عودة الاتحاد بعد غياب ليحصد اللقب السادس في تاريخه. المرحلة الثالثة من كأس الملك «1428-1433» عادت البطولة مرة أخرى لنظام خروج المغلوب ومن 8 فرق هي بطل كأس ولي العهد، بطل كأس الأمير فيصل بن فهد، والفرق الستة الأولى في الدوري، إذ تلعب كل مرحلة مباراتين (ذهابا وإيا)، وحقق الشباب أول بطولتين في شكلها الجديد، ثم عاد الاتحاد بعد خسارته نهائيين متتاليين ليفوز باللقب، ليحقق بعدها الأهلي لقبين متتاليين، وعاد الاتحاد لتحقيق اللقب في عام 2013 بعد خسارته نهائي 2011، ليفوز باللقب الثامن في تاريخه إجمالا، والثاني في النسخة الحديثة أمام الشباب. المرحلة الرابعة «الحالية» من كأس الملك في 2013 صدر قرار بتعديل مسمى مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال لتصبح كأس خادم الحرمين الشريفين، وكذلك تعديل نظام المسابقة، إذ تشمل 153 ناديا يمثلون جميع أندية المملكة، ويتم لعب الأدوار النهائية من دور ال 32 بطريقة خروج المغلوب من مباراة واحدة ما عدا دور نصف النهائي الذي يقام من مباراتين ذهابا وإيابا. في 2015 أصبحت مرحلة دور نصف النهائي تلعب من مباراة واحدة تؤهل للمباراة النهائية. وحقق الشباب البطولة بعد تغلبه على الأهلي بثلاثية نظيفة، كما فاز الهلال على النصر في البطولة الأخيرة بضربات الترجيح. الأهلي البطل التاريخي يفخر الأهلي بأنه أكثر الفرق السعودية تحقيقا للألقاب التي حملت مسمى كأس الملك، إذ حقق اللقب بواقع 12 مرة، يليه الاتحاد بواقع 8 مرات، فالهلال بواقع 7 مرات، فالنصر 6 مرات، والشباب بواقع 3 مرات، فيما حقق فريقا الاتفاق والوحدة اللقب مرتين لكل منهما. كما يعد فريق الأهلي أكثر الفرق وصولا إلى نهائي كأس الملك، إذ وصل 15 مرة، متجاوزا فريقي الاتحاد والهلال اللذين بلغا النهائي 14 مرة، فالنصر 13، والوحدة 7 مرات، والاتفاق والشباب 6 مرات لكل منهما، بينما يأتي نادي والتعاون أخيرا بمرة واحدة فقط.