منذ بضعة أيام يتصدر مجالس الإمارات ذكر طيب عن المملكة العربية السعودية من قيادة للتحالف وإدارة لمرحلة جديدة في أزمة انخفاض أسعار النفط وحسن تدبير شراك الفخ الدولي في سورية وغيره من ملفات. إنها لا شك العمق الاستراتيجي الآمن لدول الخليج العربي. عندما نتحدث عن أكبر مشروع وحدوي عربي إسلامي يحوي حرمين شريفين وتاريخا إنسانيا زاخرا بديانات وشرائع وحضارات تعود لفجر الخليقة، مشروع صامد أمام أطماع الأعداء والمرجفين، فإننا نتحدث عن مشروع المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجاله المخلصين الذين وحدوا البلاد والعباد تحت راية لا إله إلا الله، إنها المملكة العربية السعودية فخر الأمة الإسلامية، بل إنها مزيج من الثقافات والشعوب الإسلامية في مكة والمدينة ومنبت العرب في نجد وأصالة الإنسان السعودي وتحديه للطبيعة القاسية في الجنوب، كلهم اجتمعوا على قلب رجل واحد في ربوع مملكة الخير وملوكها السبعة. فلو تحدثنا عن الوزن والثقل العالميين فإن بلاد الحرمين تتصدر المشهد الديني على وجه الأرض متمثلا في الحج والعمرة، والحضور السياسي مهيب في المحافل الدولية والإقليمية، فيكفي أن نرى إشارة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتهب بأمره عاصفة عربية -بعد ركود مزمن- ظاهرها فيه العزم وباطنها فيه الأمل، أمل لشعوب راحت ضحية صراعات عبثية بين عصابات الظلام، كان هذا جنوب الجزيرة العربية، ولم تكد تهدأ العاصفة إلا والرعود تقصف الشمال في أكبر تجمع عسكري عرفه تاريخ الأمة الإسلامية. أما وزنها الاقتصادي فيصنف بأنه من العيار الثقيل، خيرات تكنها شعاب وسهول وقفار المملكة، تكفي قوت الثقلين إلى أن يرث الأرض ومن عليها. تبارك الله الملك الوهاب. منذ بضعة أيام زاد هذا الحديث عن السعودية سخونة فاقت سخونة دوري الأندية الأوروبية، حديث ولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود في لقاء اشرأبت له أعناق العرب على فضائية العربية، فقد أحسن الزميل تركي الدخيل في فضوله الصحفي الذي كشف لنا ما يشبع فضولنا كمشاهدين، ويثري مداركنا كخليجيين، لجميل الرؤية الثاقبة لقيادة المملكة المتمثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي عهده. بديهي أن يكون الأمير محمد بن سلمان بهذه العقلية الفذة وهذا التفكير خارج الصندوق وهذا التغريد البعيد عن السرب بمراحل، ومتحدثا لبقا فصيحا عميقا في ما يسرد من معلومات وأرقام ونتائج، إنه جزء من قيادة مملكة الحزم. فنحن نرى في الملك سلمان «الحزم والعزم» وفي ولي العهد الأمير محمد بن نايف «صمام الأمان»، وفي الأمير محمد بن سلمان «المستقبل المشرق».. كما أننا كإماراتيين نرى في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «فخرنا وعزنا»، ونرى في نائبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «فرحتنا وسعادتنا» وفي ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «وحدتنا وقوتنا». وأنا كغيري من المشاهدين أنصت لمقابلة سموه، لفت نظري إصرار الأمير محمد بن سلمان في معرض حديثه وإيمانه بالتغيير نحو الأفضل رغم هرم المؤسسات والقوانين التي تحتاج لترميم أو إحلال أو إعادة إعمار إن جاز التعبير في بعض الأحيان بما يتناسب مع استراتيجية المملكة، فالتغيير ظاهرة صحية وسنه من سنن المجتمعات الحضرية. ومن أهم أدوات التغيير الإرادة والإمكانات وكلاهما مجتمع بيد القيادة السعودية. فقط ننتظر ساعة الصفر للانطلاق نحو الهدف المنشود. الشاهد في الأمر أن سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أخذنا بجميل وصفه وعذوبة حديثه وروعة تفاؤله، أخذنا في رحلة إلى عالم المستقبل، ذلك العالم المشرق الذي ينتظر السعودية بحلتها الزاهية الجديدة التي تليق بمكانتها العالمية وأصالتها العربية وسماحتها الإسلامية.