كشف وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ، أن وزارته تعتزم البدء بمشروع جديد لمكافحة التطرف والإرهاب عبر الإنترنت، من خلال تطوير حملة «السكينة» لمكافحة الإرهاب، التي انطلقت قبل عشرة أعوام، وهي خطة تشمل مواقع التواصل الاجتماعي من خلال استهداف المعرفات المجهولة والمعروفة. وأوضح آل الشيخ ل «عكاظ» أمس (الأحد)، أنه سيتم نقل حملة السكينة لمرحلة أكثر توسعا في أعمالها، إذ كانت في الماضي تعمل بشكل غير معلن، وتقتصر على برامج مثل «البالتوك» وغرف «الدردشة»، قبل ظهور مواقع التواصل الحديثة، وهو أمر يتطلب جهداً وتنظيماً واستعدادات أكثر، وتعمل الوزارة على دراسة جديدة بهذا الشأن سترى النور قريباً. وقال: هناك تحديات تواجه الوزارة من أهمها أصحاب الفكر الإرهابي والتفجير والتكفير من بعض المنظمات ك «القاعدة»، و«داعش» وأمثالهما، مبينا أن مواجهة هذه الجماعات هي فرض بما يتم امتلاكه من وسائل، ومن أهمها مواجهة الفكر بالفكر، والظلام بالنور، لافتا إلى أن وزارات أوقاف التعاون الخليجي لديها خطط في هذا المجال. وأضاف آل الشيخ في حديثه ل «عكاظ» بعد رئاسته اجتماع وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي، أن الشق الآخر من المواجهة هو التطرف الفكري الذي قد يصل إلى تلك النهاية التفجيرية أو لا يصل، إذ لا بد من مواجهته، لأن الوسطية والاعتدال والحكمة هي أسس كبيرة جداً في الشريعة الإسلامية، ولابد من ترسيخها في النشء من خلال المدارس وتحفيظ القرآن، والدعوة والمحاضرات وهو عمل أصيل وجزء من برنامج وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية والوزارات المماثلة. واعتبر أن أخطر ما يواجهه الإسلام حالياً، هو خطر مواجهة المسلم للمسلم، والسني للسني، وهي إستراتيجية تقف خلفها جهات مستفيدة، «لأنه في العادة من يقوم بتنظيم وتدبير عمل ما، حتما سيعرف من هو المستفيد من هذا العمل»، إضافة إلى ما يتعرض له الإسلام من تشويه، من قبل المنظمات الإرهابية كالتفجيرات التي حصلت في السعودية واستهدفت معظمها مساجد وأدت إلى قتل أبرياء في عدد من مناطق المملكة، ونتج عنها خلل في الفكر والفهم والعقل. وقال إن ما حدث من تفجيرات في أوروبا هو تأكيد على محاولة تشويه الإسلام من قبل بعض القوى المتنوعة التي استفزها انتشار الإسلام، ما نتج عنه انتشار «الإسلاموفوبيا»، وصاحبها توزيع منشورات في العالم الغربي تحوي طعناً في الدين الإسلامي، وتتهم المسلمين بأنهم إرهابيون، كما أن هناك نظرة سلبية تجاه المتدينين، وهو أمر يحتم على الجهات الإسلامية إزالة هذا الخوف من الإسلام. وأكد وزير الشؤون الإسلامية، أن هناك بعض البرامج الدعوية تقوم بتهييج الشباب بالبطولات والأعمال القوية والعزة والكرامة التي يفهمها الشاب بطريقة مختلفة تماما عما يفهمها الكبير والعاقل ويفهم البطولات الإسلامية على أنه يطبقها اليوم مع من سيأتي، وهو تسويق يقطف ثمرته التكفيريون والإرهابيون ونحوهم. وبين أن هناك اتفاقا وتعاونا قويا سُجل بين وزارات الأوقاف في دول مجلس التعاون، إذ تشمل بعض الاتفاقات عمل تنظيم الدعاة، وتأهيل المساجد، والأئمة والخطباء، ورفع محتوى الدعوة والخطب، وتجديد وسائل تبليغ الرسالة الإسلامية.