دعا أمين سر مجلس الأعمال اللبناني السعودي في المملكة ربيع الأمين، في تصريح خاص إلى «عكاظ»، جميع اللبنانيين في الخليج إلى مقاطعة مؤتمر الطاقات الاغترابية، الذي دعت وزارة الخارجية اللبنانية إلى عقده في مايو القادم. وقال: المجلس باشر بتكثيف الاتصالات بالعديد من اللبنانيين لمقاطعة المؤتمر، ولقي تجاوبا كبيرا نحو هذا التوجه، مشيرا إلى أن التجاهل المتعمد من قبل وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، للمطالب المتكررة من جانب المغتربين اللبنانيين المتواجدين في دول الخليج العربي، بترسيخ وتعميق العلاقات مع الدول الخليجية، نراه يتجه إلى منحنى آخر، يستشرف توطيد العلاقات مع مناطق أخرى من العالم، يكاد ينعدم فيها وجود المغترب اللبناني مثل إيران وروسيا. وأبان أن باسيل تعمد تهميش المغتربين اللبنانيين في دول الخليج، ويراهن على تعزيز علاقته بالدول التي بها جاليات لبنانية يحملون أصلا جنسيات تلك البلدان، ويعيشون فيها منذ عشرات السنين، مثل أمريكا وأستراليا وأوروبا، وليست لديهم رغبات جدية في العودة إلى وطنهم، والمشاركة في التنمية والسياحة، واستعادة جنسيات بلدهم الأصلية. من جهته أكد رئيس تنمية العلاقات اللبنانية السعودية، إيلي رزق، أن المؤتمر الذي دعا إليه وزير الخارجية اللبناني مصيره الفشل التام؛ لأن مقاطعة الجالية اللبنانية في المملكة للمؤتمر أمر تم حسمه. وأشار إلى أن الجالية اللبنانية في منطقة الخليج هي أكثر الجاليات تفاعلا وحيوية مع الاقتصاد اللبناني، ولها إسهامات كبيرة في القطاعات المالية والسياحية والعقارية، ويزورون أقاربهم بشكل دوري ومستمر على مدار العام، وتساهم زياراتهم في دعم الاقتصاد اللبناني بشكل لافت. وبين أن قيمة التحويلات المالية من المغتربين اللبنانيين في دول الخليج العربي، وخاصة المملكة تتجاوز ستة مليارات دولار سنويا. مقارنة باللبنانيين الذين يحملون جنسيات الدول الأخرى، ويعيشون بها بشكل دائم، وليس لهم ارتباطات قوية بوطنهم الأصلي، وزياراتهم واستثماراتهم في لبنان ضئيلة جدا، مقارنة بالجالية اللبنانية في الخليج. واستغرب إصرار الخارجية اللبنانية تبني سياسة لا تتلاءم مع مصالحها في دول الخليج، وتضر بمصالح الجاليات اللبنانية التي تعيش هناك. وأعلن مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية -في بيان له أمس (الأربعاء)- مقاطعة المؤتمر، إذ جاء ذلك في خطاب وجهه المجلس إلى وزارة الخارجية اللبنانية، أبدى فيه استنكاره وإدانته المتجددة لمواقف الخارجية اللبنانية، ووزيرها جبران باسيل؛ وذلك للخروج عن التضامن العربي من جهة، ولتجاهلها المتعمد للبنانيين المنتشرين في دول الخليج العربي في برنامج المؤتمر، وللسنة الثالثة على التوالي من جهة أخرى. يأتي هذا الموقف استكمالا لسلسلة المواقف والتحركات، التي يقوم بها المجلس، على إثر الأزمة المستجدة في العلاقات بين دول الخليج العربي وخصوصا السعودية مع الجمهورية اللبنانية، والناجمة عن المواقف الأخيرة لوزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية في المؤتمرات العربية والدولية، والمتمثلة بسياسة النأي بالنفس عن الإجماع العربي والإسلامي والدولي، بإدانة ما تعرضت له السفارة والقنصلية السعودية في إيران من اعتداءات. وأمّل المجلس في خطابه أن يحفز هذا الموقف الحكومة اللبنانية على المبادرة فورا، إلى إنشاء خلية أزمة لرأب الصدع الحاصل، بتصحيح وتصويب مواقف وزارة الخارجية والمغتربين تجاه السعودية؛ تداركا لتداعيات الأزمة القائمة مع دول مجلس التعاون الخليجي، والعمل على الحد من أضرارها، وإعادة لبنان الى محيطه العربي.