لا مجتمع حضاريا بلا قراءة، والقراءة هي السبيل الوحيد لتكوين جيل واع مبدع ومخترع وأديب ومفكر، ولا توجد بيئة تحتضن استثمار الإنسان أفضل من البيئة التعليمية والتربوية لتفعيل وبناء مشروع فكري وثقافي كمشروع «جدة تقرأ». عبدالله بن أحمد الثقفي مدير عام التعليم في محافظة جدة استشرف المستقبل ووعد بأن يكون هذا المشروع مشروعا فكريا وحضاريا لنقل ثمرات العقل البشري وآدابه وفنونه ومنجزاته ومخترعاته لتطور الإنسان بدءا من المدرسة، وذلك بنشر مفهوم القراءة للجميع في كافة مدارس البنين والبنات ومكاتب التعليم والإدارات التعليمية كافة «ليعلن جدة تقرأ من خلال الطالب فلا يخلو بيت من طالب أو طالبة ولا معلم أو معلمة، وبهذا يحقق جملة من الأهداف أهمها انتشار مفهوم وثقافة القراءة بين كافة أطياف المجتمع، فكانت بداية «جدة تقرأ» من الإدارة العامة للتعليم بمحافظة جدة إلى المجتمع كافة، فالقراءة أساس تقدم الأمم.. وبها بدأ الوحي. المساعدة للشؤون التعليمية نور باقادر وضعت الخطة الإستراتيجية للمشروع بدءا من تدشينه من قبل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة الذي أشاد بفكرة المشروع وأكد أن القراءة هي غذاء العقل والروح وهو ما يجب ترسيخه في أذهان شرائح المجتمع بشكل عام والطلاب على وجه التحديد. وأكدت باقادر أن الهدف الأسمى من هذا المشروع هو الارتقاء بأبنائنا الطلاب والطالبات إلى ضرورة القراءة خاصة من الكتاب كونه المرجع الحقيقي وأهمية تلك القراءة في شخصية الفرد والإسهام في المجتمع من خلال القراءة والفهم لكل ما يقرأ. الثقفي بعد إطلاقه فعاليات المشروع الأدبية والثقافية في قاعة بلاتسيو أخيرا، أكد على تلك الأهمية، إلا أنه نوه على أمر غاية في الأهمية وهو ضرورة اختيار ما يقرأ وما يسهم في تشكيل شخصية إسلامية متزنة بعيدا عن الغلو والمبالغة، فاختيار الكتاب نصف المعرفة، وذلك بعد أن شهد العالم ذلك الانفجار التقني والإلكتروني حتى أصبح العالم وأخباره تتنقل على مساحة ضوئية وبجهاز لا يتعدى السنتيمترات، خاصة بعد صدور كل يوم وكل أسبوع وكل شهر كتب جديدة، لذا نحتاج إلى مهارة القراءة مقرونة بمهارة اختيار ما يناسب، الثقفي دعم ووعد بالدعم لهذا المشروع لإيمانه بأهميته وقدرته على تشكيل جيل قادم يعي مسؤوليته وواجباته ويسهم بشكل كبير في عمارة الأرض وبنائها. لقد حضر المشروع في معرض كتاب جدة وزاحم الطلاب والطالبات كبار المثقفين والأدباء على شراء الكتب واقتنائها وقراءتها في بوادر أولية لنجاح المشروع، كما انطلقت الفعاليات المصاحبة للمشروع من «مسابقات ثقافية، معارض، رحلات، ندوات، ورش عمل، ملتقيات» لإيجاد علاقة تفاعلية بين الطالب والكتاب.