لم يتردد المواطن سالم يسلم الصيعري، والد اثنين من المطلوبين أمنيا ضمن قائمة التسعة التي أعلنتها وزارة الداخلية نهاية يناير الماضي، في إبلاغ الجهات الأمنية، بغياب أحد أبنائه، بعد تلقيه رسالة منه، مطالبا الجهات المختصة بمنعه من الوصول إلى مناطق الصراع في اليمن. وكشف الصيعري ل«عكاظ» أنه واصل البحث عن ابنه مطيع فور علمه بنيته في الذهاب للقتال هناك، لكنه لم يعثر عليه، مبينا أنه أبلغ أقرب مركز شرطة فور تلقي رسالة من ابنه برر فيها أسباب سفره لهروبه من الأجهزة الأمنية، قبل إعلان اسمه في قائمة التسعة. وفيما بدت الحسرة على الصيعري وهو ينعى شهداء الحادث الإرهابي في مسجد الطوارئ بعسير، الذي شارك فيه اثنان من أبنائه، أكد أنه يستنكر هذا الفعل الإرهابي المشين، «حسبي الله ونعم الوكيل على من غرر بولديّ وسمم عقليهما فأصبحا يقتلان الأبرياء ويستبيحان دماء المسلمين المعصومة بفرية الجهاد، وكذبة التقرب إلى الله، وأبرأ إلى الله مما شاركا فيه». ودعا الصيعري ابنيه طايع ومطيع لتسليم نفسيهما عاجلا لوزارة الداخلية التي ستكون معينا لهما على تجاوز هذه الأفكار وستأخذ بيديهما لطريق النجاة، بدلا من طريق الهلاك الذي بدآ السير فيه. وشرح ل«عكاظ» تفاصيل هروب ابنه مطيع، الذي «كان يدرس في معهد تقني في الدمام ويقوم على شؤوننا، وقبل نهاية العام أصيب ابن خاله بشظايا في الرأس أثناء مشاركته مع جنودنا البواسل في الحد الجنوبي ضد العدوان الحوثي، وطلب مني مطيع السماح له بالذهاب لزيارة ابن خاله في مستشفى القوات المسلحة في خميس مشيط، وبعد يوم من ذهابه صدمت عندما وصلت رسالة منه يخبرني بأنه غادر المملكة، قال فيها إنه سيغادر إلى اليمن «سامحني يا أبي أنا مطلوب للحكومة وسأكون عرضة للسجن». أما ابنه الثاني طايع (والحديث لوالده) «كان مبتعثا في نيوزلندا على حساب وزارة التعليم يدرس تخصص هندسة كهربائية، ومن المتفوقين دراسيا، لكنني فوجئت بذهابه قبل نحو عامين ونصف العام إلى سورية بفرية الجهاد، وتواصل معي باتصال هاتفي، فأبلغته أن هذا الفعل لا يرضيني ويجب أن يبتعد عن مناطق الصراع، وقلت له إنني غاضب عليه وإن ولي الأمر لم يأمر بالجهاد حتى يذهب، إلا أنه لم يسمع لحديثي، ليأتي اتصال منه لاحقا أبلغنا بأنه تزوج من سورية ورزق بمولود، وتوقعت مقتله في سورية، ليأتيني خبر وجوده ضمن قائمة المطلوبين التسعة، حيث أتاني الخبر كالصاعقة وأصبت بالصدمة بعودته للتخريب والمشاركة في قتل أبناء الوطن». ودعا الصيعري، أن يحفظ الله عز وجل بلادنا من كيد الأشرار وتخطيط الأعداء، «فولاة أمرنا حفظهم الله حريصون على ما فيه صالح المواطن وأن يعيش في أمن ورغد ولن تأخذهم فيمن ينوي زعزعة الأمن أي هوادة ولين، وسيضربون بيد من حديد كل من تسول له نفسه زعزعة أمن بلادنا».