يشرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء الثلاثاء القادم، العرضة السعودية في الصالات الرياضية في الدرعية، بمشاركة الأمراء والمواطنين. وتمثل العرضة السعودية أحد أهم نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» وتعبر عن وحدة الوطن واتحاد الشعب والقيادة، وتجسد عزة الأمة وقوتها وتماسكها. ويردد المشاركون جماعيا في العرضة السعودية: «نحمد الله جت على ما نتمنى.. من ولي العرش جزل الوهايب» مع أصوات الطبول ولمعان السيوف، وتعتبر العرضة السعودية الحاضرة الدائمة في كل المناسبات، ويشارك فيها الملك والأمراء والمواطنون، ويجدون فيها تعبيرا عن الفرح والسلام، وهي أشبه بتجديد الولاء للملك. وكانت العرضة في البداية رقصة الحرب عند لقاء الخصوم، وجاءت تطويرا لعادة عربية قديمة عرفها العرب منذ الجاهلية في حالة الحرب، وتؤديها الفرق الشعبية. وتعد العرضة السعودية فنا حربيا كان يؤديه أهالي نجد بعد الانتصار في المعارك، وذلك قبل توحيد أجزاء البلاد عندما كانت الحروب سائدة في الجزيرة العربية. ومن مستلزمات هذا اللون من الفن الراية والسيوف والبنادق والقصائد، ويضرب البعض على الطبول بإيقاع جميل يتوافق مع إنشاد الصفوف، ويطلق على أصحاب الطبول الواقفين في الخلف طبول التخمير، وفي الوسط هم الذين يؤدون رقصات طبول الإركاب، إضافة لحامل البيرق «العلم». كانت العرضة مرتبطة بالحرب، إلا أنها تؤدى في مناسبات أخرى كالاحتفالات والأعياد والزيجات، أو في حفلة كبرى لاستقبال شخصية مهمة، ويجد السعوديون أنفسهم في هذه العرضة، لما تشكله من تعبير للفرح لديهم، خصوصا أنها تثير مشاعر الرغبة في الاحتفال لدى كل شخص، وإن كان جالسا في بيته ويتفرج عليها تلفزيونيا، وتكون العرضة حاضرة في كافة المناسبات الوطنية في مشهد يجسد مدى التلاحم بين الملك والمواطنين، لتكون رسالة لكل أمم العالم أن هؤلاء هم السعوديون يرقصون ومليكهم بينهم.