ماذا يعني أن تعلن 34 دولة بقيادة المملكة عن قيام تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب؟ الجواب ببساطة هو أن الإسلام أعلن الحرب على الإرهاب. الإعلان الذي جاء عبر مؤتمر صحفي عقده الأمير محمد بن سلمان، يشكل دون أي لبس إعلانا للحرب من قبل الدول والمجتمعات الإسلامية ضد الإرهاب بكل أشكاله. هو إعلان بمثابة الرسالة المزدوجة، بداية إلى المجتمع الدولي الذي أخطأ ومازال يخطئ عبر الخلط ما بين الإسلام والارهاب، وثانيا هو رسالة للإرهابيين دولا ومنظمات بأن لحظة المواجهة بدأت وفك أسر الإسلام المعتقل من قبلهم بات قريبا من قبل الإسلام السمح. لقد كان الأمير محمد بن سلمان واضحا في مؤتمره الصحفي عندما أعلنها حربا شاملة على الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا، مؤكدا أن هذه الحرب ليست ظرفية وغير مرتبطة بحرب على منظمة إرهابية محددة بقدر ما هي حرب تطال كل الإرهاب وتشكيلاته في كافة أنحاء العالم. لقد عانى الإسلام والمسلمون من تداعيات الإرهاب في أمنهم واستقرارهم وصورتهم في العالم، فتحول المسلم بسبب الإرهاب إلى متهم دائم حتى تثبت براءته، فبات الاسم تهمة ولون البشرة شبهة واللغة مضبطة اتهام، إنها «الفوبيا» التي صنعها الإرهابيون وشارك العالم بترويجها إما عن جهل أو عن تجاهل، حتى لا يقال تواطؤا. التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب يأتي ليضع نقطة في نهاية سطر وليعلن بداية الكتابة على سطر جديد. كلمات ستكتب عصرا جديدا، ومن المؤكد أن النقاط ستكون موجودة على كل حروفه، عصر يشير إلى أن الإرهاب لا دين ولا جنسية له وعبر هذه المعادلة وحدها يمكن القضاء على الإرهاب والانتصار عليه، فداعش هي تفصيل إرهابي لكن المنظومة الإرهابية كبيرة تبدأ بدول صنعت داعش وأمثالها. دول حولت سجونها الى مصانع إرهابية وشرعت حدودها لعبور الإرهاب، ودول حملت لواء المذهبية والطائفية لتضرب استقرار العالم الإسلامي عامة والعربي خاصة. التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب يعيد تصحيح وجهة البوصلة الدولية، كما يوقف زمن الاستغلال الدولي لمصطلح الإرهاب، إنه الإسلام بكافة مكوناته، دولا ومجتمعات وشعوبا، يعلنها حربا واضحة على الإرهاب بعيدا عن سياسات الاستغلال والانتهازية التي يمارسها البعض لتحقيق أهدافه الفئوية أو الشخصية. 44 دولة إسلامية قالت كلمتها بقيادة المملكة بالحرب على الظلاميين في كل مكان.