لم يتبادر إلى مخيلة عبدالخالق بن عبدالله الغامدي، أن السعادة ستفتح له أبوابها بعد قضائه 18 عاما خلف القضبان، إذ ظن أن رأسه ستنفصل عن جسده أمس، تنفيذا لحكم قضائي صدر بحقه، لإقدامه على قتل «يحيى بن محمد العثري»، إثر خلاف شخصي بينهما، والعفو عنه قبل ست ساعات من تنفيذ الحكم، لوجه الله تعالى ثم استجابة لشفاعة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة. وتحول الحزن الذي كان عاشه الغامدي في شعبة السجن العام بالباحة إلى فرح، حين علم بالعفو عنه فجر أمس من قبل إدارة السجن، وسط صيحات التهليل والتكبير التي عمت أرجاء المكان. وأعرب سمو أمير الباحة عن سعادته البالغة بهذا التنازل، سائلا الله أن يغفر للفقيد وأن يجزل الأجر والمثوبة لأبنائه على تنازلهم عن قاتل أبيهم. وأكد سموه أن السعي في مثل هذه الأمور من الأعمال الخيرة التي تقرب الإنسان إلى ربه، منوها سموه بنبل وشهامتة أهل الدم وسماحة نفوسهم الذين عفوا عن الجاني تقربا لله سبحانه وتعالى، داعيا الله أن يكتب لهم الأجر وأن يجزيهم خير الجزاء. «عكاظ» التقت بالغامدي في شعبة السجن العام بالباحة، حيث عبر عن امتنانه لسمو أمير المنطقة على شفاعته في الصلح، قائلا: «لن أنسى ما حييت هذا الفضل والسخاء بالعفو غير المستغرب من أسرة القتيل فلهم مني خالص الدعاء بأن يرحم الله ميتهم ويجزيهم خير الجزاء لإنقاذ رقبتي من حد السيف»، مؤكدا أنه لم يعلم بخبر العفو إلا قبل تنفيذ الحكم بست ساعات. ورفع شكره لإدارة سجون الباحة على حسن التعامل والتوجيه الدائم لتذليل كافة الصعوبات أمامه، مشيرا إلى أنه أتم حفظ القران الكريم داخل حلقات تحفيظ القران الكريم في شعبة السجن. من جهته، قدم مدير سجون منطقة الباحة اللواء عشق مهل الشيباني، الشكر والتقدير لأهل الدم الذين بادروا وتنازلوا عن عبدالخالق لوجه الله تعالى، ووصف عملهم بالإنساني، شاكرا سمو أمير الباحة على متابعته وسعيه في هذا العفو. وكانت أسرة القتيل تنازلت عن الغامدي في قصر سمو أمير منطقة الباحة أمس، بحضور رئيس محكمة التمييز عبدالله بن أحمد القرني، ووكيل الإمارة الدكتور حامد بن مالح الشمري، ورئيس المحكمة الجزئية الشيخ خالد التويجري، وعدد من مشائخ قبائل المنطقة.