لم تحل المواقف المدفوعة الأجر في منطقة جدة التاريخية، معاناة الباحثين عن موقف في منطقة مزدحمة بعشرات السيارات. وفيما تحول الموقع إلى المزيد من المخالفات بالوقوف الخاطىء، وسط جهل الكثيرين سواء بأصل وجود الماكينات الآلية، أو بكيفية التعامل معها، أو حتى بالحصول على عملة لسداد تعريفة الموقف. لكن الغريب في الأمر أنه ظهرت سوق سوداء للمواقف يقتات عليها البعض، ممن يستغلون شح العملة المعدنية فيتدخلون سواء بتوفير العملات المعدنية، أو بتأجير المواقف من الباطن بعد استئجارها برصيد «مفتوح». لكن في كل الحالات تبقى المشكلة قائمة. يعتقد عارف اليزيدي «صاحب محل تجاري» بالمنطقة التاريخية، أن هذه المواقف ساهمت في إنسيابية الحركة المرورية، إلا أنه يعترض على تعريفة الأجرة، وقال: مبلغ (3) ريالات للساعة الواحدة كبير جدا. لكن طه السيد «صاحب محل تجاري» مجاور يرى أن المواقف سببت الإرباك المروري، خاصة أن هناك شبه جهل باستخدامها، والبعض يضطر للوقوف الخاطئ فيقع في الغرامات بواقع 200 ريال، وتقيد إطارات السيارات، كما أن الماكينات لا تقبل العملة الورقية، مما يتطلب البحث عن عملة معدنية وهو أمر صعب. ويعترف وليد المشيخي الذي يعمل في محل تجاري مجاور، أن هناك صعوبة في جمع العملة المعدنية، رغم أنه يوفرها للراغبين فيها، مشيرا إلى أنه يقوم بهذا العمل من باب المساعدة، نافيا أن يكون من أي المحال يتاجر في صرف العملة، مشيرا إلى أنه ربما يشتري الزبون بريال مياه ليستبدل الباقي بعملة معدنية، وربما لا يرغب في الشراء، مشيرا إلى أن المنطقة تستقطب الكثير من الزائرين الجدد وهم لا يعرفون الوقوف الخاطىء في هذا الموقع، فيتعرضون للعقوبة. ويشير عبدالرحمن الأهدل، إلى أن هناك من يجهل التعامل مع الماكينات الآلية التي بموجبها يتم الحصول على الموقف، فهناك خيارات عدة منها سداد مخالفة، واختيار رقم الموقف ودفع أجرته، وغير ذلك من الخانات، التي يجد البعض صعوبة في التعامل معها. ويعترف آخر وجدناه بالقرب من أحد الماكينات، أنه يستثمر رصيده في الماكينة لمساعدة الراغبين في المواقف بمقابل، مشيرا إلى أن المشكلة ظهرت في بطء العمل الذي يتأخر لعدة دقائق، وفي كل مرة يتطلب الأمر إعادة المحاولة. في جانب آخر لازال الغموض يكتنف مشروع المواقف أسفل جسر الستين، حيث إنه لم يتم الإعلان عن موعد تشغيله حتى الآن، ويتخوف داوود الوصابي، من أن يكون مصيره مثلما حدث في مواقف سوق الجنوبية التي حولها البعض لأكشاك قبل أن يتم إزالتها لاحقا، وقال: إن الحي المقابل يعاني من تلبكات مرورية، ولا يعرف أحد هل سيتم تحويله على غرار مواقف الجنوبية بالدفع لاحقا، أم بالماكينات مثلما الحال في المنطقة التاريخية. من جانبه كشف المتحدث الرسمي لأمانة جدة محمد بن عبيد البقمي أن المشروع سيستوعب تطبيقات الهواتف الذكية قريبا، مشيرا إلى أنه يتم السداد حاليا من خلال العملة المعدنية أو فتح حساب إلكتروني للحسم منه. وأشار إلى أن هناك 39 جهاز عداد لدفع تكلفة الموقف التي أقرت بمبلغ (3) ريالات في الساعة، مضيفا أن الغرض من المشروع توفير مساحة أكبر للمشاة والمتسوقين لضمان سهولة الانتقال والحركة، وتنظيم المواقف والأرصفة لتحقيق الانسيابية المرورية وسرعة تلبية احتياجات عربات الطوارئ والإسعاف وآليات الدفاع المدني، وإعادة تأهيل الأرصفة الملائمة بحيث تكون آمنة للمشاة بشكل عام، ولذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص، إضافة لتوفير عدد مواقف أكثر وتنظيم عملية استخدام المواقف ، وتمكين أكبر عدد ممكن من الاستفادة من الموقف الواحد، بجانب منع الوقوف الخاطئ وتعطيل الحركة والوقوف على الأرصفة. وكان المدير التنفيذي في شركة المواقف الوطنية حافظ الزبير ، أوضح في تصريحات صحفية أن عدد المواقف التي تم توفيرها في المرحلة الأولى وصل إلى نحو 1000 موقف، تم تشغيلها العام الماضي، كما تم تهيئة نحو 15000 موقف للسيارات، سيتم البدء بتشغيلها بالتتابع في الفترة المقبلة..