أوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن هناك سببا لحادثة التدافع في منى أمس لا بد من الوقوف عليه ولن نتردد في تقصي الأسباب، سواء كانت متعلقة بأداء رجال الأمن أو بأداء مؤسسات الطوافة فيما يتعلق بتفويج الحجاج أو كان لها أي أسباب أخرى. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر الأمن العام بمنى أمس: «ما يهم هو أن نقف على الحقيقة في تحقيق علمي مبني على أسس يمكن من خلالها أن نضمن تلافي تكرار مثل هذه الحوادث ومعالجة الأسباب، فالحج يتم في كل عام ويهمنا أن لا نتوقف عند مثل هذه الحادثة»، مؤكدا أن الحقائق ستظهر من خلال التحقيق الذي تم البدء فيه وستعلن هذه النتائج بإذن الله. وقال إن الجهات الأمنية باشرت الحادث فور وقوعه وتعاملت مع الحالات الإسعافية وإنقاذ ما أمكن إنقاذه من الحجاج الذين سقطوا نتيجة هذا التزاحم والتدافع، حيث لا تزال العمليات الأمنية جارية في الموقع. وأكد اللواء التركي أن المملكة لن تتوانى في معالجة الأسباب مهما كلفت، كما أنها حريصة على توفير كل ما يمكن توفيره للمحافظة على سلامة الحجاج وأمنهم وتسهيل وتيسير أدائهم لفريضة الحج، مضيفا أن المملكة لن تتردد في معالجة هذه الأسباب وسبق أن تعاملت مع منشأة الجمرات وغيرها من المواقع التي كانت تشهد ارتفاعا في كثافة حركة الحجاج. وأفاد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أن أسباب ارتفاع الكثافة في هذا الشارع التي أدت إلى وقوع هذا الحدث لم تحدد حتى الآن، حيث لا بد من إجراء تحقيق علمي ميداني شامل حتى يمكن الوقوف على هذه الأسباب، إذ قد يكون جزءا منها مرتبطا بعدم التزام الحجاج بخطة التفويج وقد تكون بأي سبب آخر، آملا عدم الاستعجال في تحديد مسببات وقوع هذه الحادثة. وقال: «إن الجهد الأكبر الذي بذل من قبل الجميع كان السيطرة على تدفق الحجاج خاصة المشاة من مشعر مزدلفة وعلى الطرق التي تربط بين مشعر مزدلفة مباشرة بمنشأة الجمرات، وهذه تشمل حسب المسميات القديمة سوق العرب والجوهرة وشارع الملك فيصل، بالإضافة طبعا إلى طريق الملك فهد وطريق الملك عبدالعزيز وطريق المشاة الرئيسي، لكن هذا الشارع داخلي ولا يستخدمه إلا الحجاج المقيمون عليه، إذ ينطلقون من داخل الخيام المتواجدة على هذا الشارع، لذلك لا بد أن ننتظر نتائج التحقيق والوقوف على أسباب الحادثة». أداء رجال الأمن ونوه اللواء التركي بأداء رجال الأمن في تنفيذ مهامهم والمحافظة على الأمن والسلامة وتسهيل وتيسير أداء الشعائر في مواسم الحج، وقال: «لا يمكن الحكم على أداء رجال الأمن من حادثة أو خلافها فالحج منظومة كبيرة جدا، في الوقت الذي حصلت حادثة في شارع من الشوارع كان الحجاج على الشوارع الأخرى وكانوا في منشأة الجمرات وكانوا أيضا في المسجد الحرام في الطواف والمسعى يؤدون شعائرهم بكل يسر وسهولة.