نشرت مجلة (تايم) الأمريكية قائمة بأغنى 9 شخصيات على مدى تاريخ البشرية. وذكرت أن حاكم دولة مالي التي كانت أكبر دولة منتجة للذهب في حقبة العصور الوسطى واسمه (مانسا موسى) من الصعب جدا حساب ثروته بدقة. ويأتي في المرتبة الثانية مؤسس الامبراطورية الرومانية (اوكتافيان طس) ويرى علماء الاقتصاد أن ثروة الامبراطور كانت تعادل نحو 4.6 تريليون دولار أمريكي. ويحتل المرتبة الثالثة الامبراطور الصيني (شين تسونغ) زعيم إحدى أكبر الدول اقتصاديا التي كانت تنتج في القرن الحادي عشر نسبة 30% من الناتج الإجمالي العالمي. أما المرتبة الرابعة فيحتلها الامبراطور المغولي (أكبر الأول)، وكانت امبراطوريته تنتج في القرن السادس عشر ربع الناتج الإجمالي العالمي. ويأتي في المرتبة الخامسة (جوزيف ستالين) الذي كان يسيطر على أكبر اقتصادات العالم، إلا أن ثروة الاتحاد السوفييتي لم تكن ملكية له، لكن كان باستطاعته التصرف بها شخصيا. ويأتي في المرتبة السادسة أمريكي صاحب شركة الحديد الأمريكية الذي بلغت ثروته (272) مليار دولار. ويحتل المرتبة الثامنة فارس إقليم بريتان (ألان اوبورن) الذي شكلت ثروته وقت موته عام 1093 بما يعادل اليوم (194) مليار دولار. ويحتل المرتبة التاسعة أغنى رجال البشرية المعاصرة (بيل غيتس) الذي تقيم ثروته ب78.9 مليار دولار – انتهى وما إن قرأت هذه المعلومات (المحبطة) حتى هتفت بدون وعي مني قائلا: (يلعن أبو الفقر)، والغريب أن المجلة الأمريكية لم تذكر اسم (قارون) من ضمن من ذكرتهم، وكنت أعتقد أنه أغنى أغنياء البشرية، إلى درجة أنني في صباي كنت أحلم وأتمنى إن كنت أنا الابن الوحيد له. وقد قال الله تعالى عنه: (إن قارون كان من قوم موسى، فبغى عليهم، وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة...). ولو أننا تركنا (طحاطيح) الزمن الماضي، وأتينا (لطحاطيحنا) في الخليج، ولكي نضرب مثلا بالثراء، فمعروف أن أطول مبنى في العالم الآن هو (برج خليفة) الذي تملكه شركة (إعمار) وارتفاعه يتجاوز (828) مترا، غير أن شركة (المملكة) السعودية، بدأت بتشييد (برج المملكة) بأبحر في جدة، ويبلغ ارتفاعه (كيلومترا) كاملا، غير أن شركة (إعمار) لن تترك شركة (المملكة) لكي تسعد وتفرح وتتباهى بهذا المقياس طويلا، لأنها الآن بصدد إنهاء الخرائط لتشييد برج آخر أعلى منه. ولكي تريح شركة يابانية هؤلاء الخليجيين بالتطاول بالبنيان، فقد كشفت اللثام وأعلنت عن بناء مشروع (4000 X-SEED) الذي سيرتفع أربعة كيلومترات فوق سطح البحر على وسادات من حديد تطفو فوق الماء، يهتز بلطف مع غضب التيفون، وهو بناء سيعيش فيه سبعمائة ألف إنسان بما يعادل حجم مدينة متوسطة عصرية. وأتمنى لو ساعدني العمر والحظ، لأسكن في شقة بأعلى طوابقه، والذي يريد الوصول إلي فشرطي الوحيد عليه هو أن يصعد بالدرج لا (بالأسنسير)، وسوف يجد مني كل ترحيب.