جاءت فترة التوقف الأولى في دوري جميل بمثابة طوق النجاة لعدد كبير من الأندية باستثناء (الهلال والأهلي والتعاون) والتي كشفت من خلال الجولتين الماضيتين عن استغلالها للفترة التي سبقت انطلاقة الدوري على نحو مثالي وفق منهجية مدروسة من قبل الجهازين الإداري والفني وهو الأمر الذي ساعد الأندية الثلاثة على الظهور بصورة فنية قوية في الدوري تحتاج للوقت ولعب عدد أكبر من المباريات للوصول للجاهزية الفنية الكاملة حتى وإن لم تأت النتائج عند بعضها وفق الجهد المبذول في فترة الإعداد إلا أن العطاء الفني المبذول على أرض الميدان إلى جانب التناغم والتجانس بين اللاعبين وقدرتهم على فهم طريقة المدرب وتطبيقهم للنهج التكتيكي يكشف عن نجاح مبكر للتنظيم والعمل الاحترافي لدى تلك الأندية على عكس الأندية الأخرى في دوري جميل والتي كانت محظوظة بفترة التوقف وذلك لإعادة ترتيب الأوراق من جديد في خطوة صنفت من قبل المحللين والنقاد على أنها تصحيحية لأخطاء إدارية وفنية سبقت فترة انطلاقة الدوري الهدف منها اللحاق بالركب وإدراك ما يمكن إدراكه لعل وعسى أن تتحسن الصورة الفنية والتي تم غض الطرف عنها مؤقتا من قبل الجماهير في ظل تحقيق الفريق لنتائج إيجابية من ناحية واعتراض لعنة الإصابة أبرز نجوم الفريق وفي مقدمة تلك الأندية (الاتحاد والنصر). السوبر ينعش الهلال وبنظرة أدق لحال الخمسة فرق الكبار في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، نجد أن الفريق الكروي الأول بنادي الهلال يأتي على رأس قائمة الأندية الأكثر استقرارا في الجانبين الإداري والفني خاصة أن بدايته كانت جيدة بفوزه ببطولة السوبر ومن أمام الغريم التقليدي النصر، إلى جانب حصده العلامة الكاملة على مستوى الدوري، والفوز في مباراة الذهاب على مستوى آسيا أمام لخويا، وهو بلا شك لن يستفيد من فترة التوقف، حيث تعتبر سلبية للفريق الأزرق باستثناء أنها ربما تكون فترة جيدة لعودة مدافعه المصاب ديجاو واستثمار هذه الفترة لتجهيزه للمنافسات المحلية والخارجية التي تنتظر الفريق. وما يحدد مدى الاستفادة من فترة التوقف من عدمها هو كيفية تعامل الأجهزة الفنية مع تلك الفترة وهذا لا ينطبق طبعا على الفرق الكبيرة كون جل لاعبيها الأساسيين في مهمة وطنية مع المنتخب الوطني الأول بعكس الفرق التي لم يستدع منها لاعبون للمنتخب فإنها تحظى باكتمال عدد اللاعبين وبالتالي يتمكن الجهاز الفني من عمل ما يراه مناسبا مع الفريق إما التعديل والتصحيح أو تغيير أسلوب اللعب ومهام اللاعبين داخل الملعب. الجانب السلبي أيضا على الأندية من فترة التوقف، هو زيادة الأعباء المالية بإقامة المعسكرات والمباريات الودية وكذلك من ناحية تمديد عقود الأجهزة الفنية. النصر المستفيد الأول ويرى المدرب الوطني بندر الأحمدي بأن فترة التوقف تعتبر في المجمل مفيدة لكل الفرق على ألا يكون التوقف متكررا وهو الأمر الذي سيؤثر سلبا على المسابقة بشكل كبير، فالفرق التي كانت بداياتها غير جيدة ستستفيد من هذه الفترة وفي مقدمتها الفريق الكروي الأول بنادي النصر والذي لم تكن بداية انطلاقته هذا الموسم بنفس زخم وقوة الموسم الماضي، فكانت فترة التوقف مفيدة لجهازه الفني بقيادة مدربه الأوروجوياني خورخي داسيلفا لرفع معدل انسجام اللاعبين وتصحيح الأخطاء التي وقع فيها الفريق، وكذلك الحال بالنسبة للاعبين المصابين، خاصة أن الفريق عمل على استبدال الثنائي الأجنبي الأوروجوياني فابيان والاكوادوري ويلا، بالهولندي مختار والمالي مايغا، وبالتالي فرصة استفادته من فترة التوقف تعتبر أكبر خاصة أنها تعتبر مدة كافية لخلق مزيد من الانسجام بين اللاعبين قبيل الدخول في المنافسات المحلية. جبل علي يرتب أوراق الاتحاد الاتحاد أقام معسكرا لمدة سبعة أيام في منطقة جبل علي بالإمارات كان الهدف منه في الدرجة الأولى رفع المعدل اللياقي لدى اللاعبين، بالإضافة لخلق وزيادة معدل الانسجام بين اللاعبين خاصة بعد التعاقدات الكبيرة التي أبرمتها الإدارة الاتحادية برئاسة إبراهيم البلوي ووقف على معظمها المشرف العام على الفريق الكروي الأول منصور البلوي على صعيد اللاعبين المحليين وكان آخرهم اللاعب عساف القرني والذي التحق ببعثة الفريق قبيل ساعات من المغادرة لمعسكر جبل علي إلى جانب المحترفين الأجانب، فكانت فترة التوقف فرصة للمدرب الروماني بولوني ليقف من خلالها بأريحية مطلقة على مستوى اللاعب الأسترالي الجديد ترويسي وإشراكه بصفة تدريجية في المباريات الودية قبل الدخول في خضم المنافسة على المسابقات المحلية، هذا بالإضافة إلى أن فترة التوقف كانت بمثابة فرصة جديدة لتجهيز اللاعبين فواز القرني وقصي الخيبري والموقوف بقرار انضباطي أسامة المولد. وشهد المعسكر الإعدادي القصير خوض الفريق الكروي الأول بنادي الاتحاد لمواجهتين وديتين الأولى كانت أمام فريق الوصل الإماراتي تمكن خلالها الفريق الاتحادي من قلب النتيجة لصالحه 2-3 وخسر مواجهته الثانية أمام فريق الجزيرة الإماراتي 2-0، وفي كلا المباراتين عمل الجهاز الفني بقيادة بولوني على إشراك جميع اللاعبين بمختلف خطوط الفريق وفي مقدمتهم محمد نور والذي كان غائبا عن المشاركة في اللقاءات الودية إبان المعسكر الإعدادي المقام في مدينة ميلانو الإيطالية. الأهلي يختار الإجازة على النقيض تماما من الفريق الاتحادي كان حال منافسه التقليدي الأهلي، حيث منح لاعبيه إجازة لمدة 5 أيام بتوجيه من الجهاز الفني بقيادة المدرب السويسري جروس والذي اكتفى بعد الإجازة الممنوحة للفريق والجهاز الفني والإداري واللاعبين، بلعب لقاء ودي وحيد أمام فريق نجران كان الهدف منه بالدرجة الأولى إبقاء اللاعبين على معايشة أجواء المباريات الرسمية بحسب وجهة نظر المدرب الوطني مشبب زياد ولاعب الأهلي السابق والذي يرى بأن المدرب السويسري جروس ارتكب خطأ بمنحه اللاعبين إجازة لمدة 5 أيام في حين كان من المفترض اللجوء في هذه الفترة لتجزئة التدريبات بنظام 3 أيام ومن ثم منح اللاعبين إجازة لمدة يوم ومن ثم العودة للتمارين ولعب لقاء ودي للوقوف على أخطاء اللاعبين وتصحيحها ومنح الأسماء التي لم تشارك في الجولتين الماضيتين فرصة اللعب في اللقاء الودي وتوجيه بعض التعليمات التي من شأنها مساعدتهم على الظهور الجيد في حال تمثيلهم لصفوف الفريق في اللقاءات الرسمية. راحة غير مبررة وأضاف زياد: الإجازة الممنوحة من قبل المدرب السويسري جروس تعتبر غير مبررة وهو الوحيد من بين أندية دوري جميل الذي انتهج هذا التوجه على الرغم من مضي جولتين فقط من دوري عبداللطيف جميل، وهي مدة لا تستوجب هذا القدر من الأيام للراحة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الإعداد المسبق لانطلاقة دوري جميل ركز خلاله المدرب جروس على رفع المخزون اللياقي بالدرجة الأولى بطلوع المرتفعات العالية والجري مسافات طويلة، وتخلله لعب لقاءات ودية أمام فرق متوسطة المستوى وذلك بهدف تعويد اللاعبين تدريجيا على الدخول في رتم المباريات، مطالبا في ختام حديثه منح اللاعب اليوناني فيتفاتزيدس والسويدي من أصول مغربية نبيل بهوي الفرصة للعب. وشهدت فترة التوقف الأولى إجراء اللاعب عبدالله المطيري لعملية في عضلات البطن واستمرار اللاعب ياسر الفهمي على العلاج الطبيعي إضافة لغياب المعيوف عن التدريبات وإصراره على قرار عدم اللعب مع الفريق، في حين وصل اللاعبان معتز هوساوي ومصطفى بصاص للجاهزية التامة بعد الإصابة التي لحقت بهما. الشباب الأكثر استقرارا يعتبر الفريق الكروي الأول بنادي الشباب من الفرق الأكثر استقرارا بقيادة مدربه الأوروجوياني الفارو والذي حرص خلال فترة التوقف على لعب لقاء ودي أمام فريق الرائد شهد المشاركة الأولى للاعب الكويتي سيف الحشان المنتقل حديثا من فريق القادسية الكويتي كرابع المحترفين لينضم ل (افونسو وأريسمندي ورافينها).