تسبب الطريق الرابط بين قرية مجعر وقريتي صاحب البار والشعوب شرق محافظة صامطة بمنطقة جازان، بإزهاق العديد من الأرواح البريئة، بسبب هبوط وتهشُّم في الأسفلت خصوصا في حوافه بالإضافة إلى عدم وجود إنارة وخطوط إرشادية. ويعود سبب تهشُّم الأسفلت، إلى إنشاء كبري مجعر وسط الوادي دون رفعه كما يجب؛ ما أدى إلى تحطمه بواسطة السيول وطمر أجزاء كثيرة منه، وبالتالي تأثر الطريق من مياه السيول والأمطار، وأصبح الطريق، بحسب وصف الأهالي، ثعبانا يقتل العابرين الأبرياء بلا رحمة. ووقفت «عكاظ» على الطريق، الذي تسبب في قتل 11 شخصا خلال 3 سنوات مضت، والتقت العديد من عابري طريق الموت، حيث أكدوا أن كل الحلول استنزفت بعد العديد من الشكاوى التي رفعت، لكن إدارة الطرق في جازان «أذن من طين وأُذن من عجين»، كما يقول اصحاب المركبات؛ حيث لم تستجب لشكواهم المتكررة بتعديل منعطفاته وتشغيل الإنارة، إضافة إلى الوعود بازدواجية الطريق، التي أطلقتها إدارة الطرق والنقل قبل 5 أعوام، ولم ينفذ منها شيء حتى الآن. أين لوحات الإرشاد؟ يتذكر الكثير من الأهالي هناك، حادثة الطلاب قبل 4 سنوات، حيث قضى في ذلك الحادث 4 طلاب من مدارس صامطة وأُصيب آخرون. المواطن اسماعيل علي مدخلي من ساكني إحدى القرى على جنبات طريق مجعر، طالب إدارة الطرق بجازان، بوضع لوحات وإرشادات تبيّن أن هناك منعطفات خطرة؛ للحد من السرعة والانتباه لها، مضيفا أن مآسي الطريق مستمرة من وفيات وتحويل أفراد بعض الأسر للإعاقة المستمرة، وذلك بسبب معاناة الطريق من الضيق والمنعطفات الخطرة والظلام الدامس، مشيرا أيضا إلى أنه بحاجة إلى مركز للدفاع المدني وآخر للهلال الأحمر. مشروع «الازدواجية» نائم من جانبه، أوضح عبدالصمد السهلي أن الشركة المنفذة لمشروع ازدواجية طريق مجعر، لم تقم بشيء حتى الآن سوى عمل حفريات وردميات، التي أصبحت مع مياه الأمطار والسيول عبارة عن مستنقعات مائية خطرة، دون إبداء أي اهتمام من تلك الشركة. ويتفق معه محمد أحمد مدخلي من سكان قرى الطريق، حيث أكد أن بعض المنعطفات تعاني من عدم وجود سياج حديدي وصبات خرسانية، مبينا أن بعض السيارات يختل توازنها وتسقط في عمق وادي ليه، ولا يعلم بها أحد إلا لاحقا، كما حدث ليلة عيد الأضحى المبارك العام الماضي، عندما فقدنا اثنين من إخوتنا - رحمهما الله - حيث انحرفت بهما المركبة وهوت في وادي ليه، ولم نعلم بهما إلا عصر اليوم الثاني. سباق الشاحنات أزمة أخرى وأكد المواطنان علي ناصر وإبراهيم عبده، أن الشاحنات لها دور كبير في وقوع بعض الحوادث المأساوية على هذا الطريق لكثرتها، مشيرين إلى حادث مروع وقع لطبيب سوداني وعائلته، عندما اصطدمت بسيارتهم شاحنة وغيب الموت الطبيب وبعض أفراد أسرته، بعد أن تطايرت الجثث على جنبات الطريق، موضحين أن كثرة الشاحنات التي تسابق المركبات الصغيرة، تزيد من الحوادث المميتة على هذا الطريق. مراقبة سرية من جانبه، أوضح مصدر في قسم مرور محافظة صامطة، أن هناك تسييرا يتم للدوريات السرية على هذا الطريق، من أجل الحد من السرعة والتجاوزات الخاطئة، بالإضافة إلى انتشار الدوريات المرورية. كما أكد المهندس ناصر الحازمي مدير إدارة الطرق والنقل بمنطقة جازان، أن هناك دراسة لازدواجية طريق مجعر ستكون في ميزانيات السنوات المقبلة، مبينا أن الطريق تنفذ فيه عمليات صيانة مستمرة لردم الحفر وإعادة تأهيله. وبيّن الناطق الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر بمنطقة جازان بيشي الصرخي، أن الأطقم والفرق الإسعافية تباشر إسعاف المصابين في حوادث مروعة على طريق مجعر، بعضها آثارها قاتلة.