المنظومة الخدمية هنا.. عاجزة ومتأخرة ولا تتواءم مع الطفرة الكبيرة التي لحقت بكل المدن والمحافظات.. الأهالي هنا في عسفان وبعض الأحياء الطرفية يتحدثون عن حاجتهم القصوى إلى ما أسموه الخدمات اللوجستية من صحة وعلاج وهي الحقيقة التي وقفت عليها «عكاظ» في جولة الخمس ساعات رصدت فيها نبض الأهالي ومطالبهم في الإصحاح والتطوير، فالأحياء تشكو بصورة واضحة وجلية من نقص واضح في الخدمات الأساسية، ويقول عنها السكان إنها ضعيفة للغاية ولا تنسجم مع التطلعات الكبيرة. وكشفت الجولة عن مصاعب تواجه قاطني المواقع والأحياء الطرفية، واضطرارهم لقطع مسافات طويلة «وخطيرة» للتنقل بحثا عن الصحة والخدمات العامة. خبراء التنمية لا يختلفون مع الرأي السائد في أوساط أهل عسفان ولخصوا احتياجات تلك المناطق في الخدمات الأساسية وأهمها المراكز الصحية التي تراعي الكثافة البشرية في المنطقة وتفي بمتطلباتها التنموية أسوة بالأحياء الأخرى، متفقين في ذات الوقت على ضرورة تطوير المنظومة الخدمية في المخططات القديمة التي لم تكتمل بها البنيات الأساسية والمحورية، وتلافي سلبيات المخططات السابقة في المواقع السكنية الجديدة التي يجري تنفيذها في الوقت الحالي. في رأي الخبير عبدالله الأحمري رئيس لجنة التثمين العقاري في غرفة جدة أنه حان الوقت للاهتمام بالأحياء والبلدات الطرفية والأماكن التي تقع في ضواحي وأطراف المدن لتحقيق التوازن التنموي المطلوب بين الأحياء للتخفيف من الكثافة البشرية، ومعالجة الاختناقات المرورية داخل المدن الكبرى. ويتفق على ذات الرأي الذي طرحه عضو اللجنة الوطنية العقارية في مجلس الغرف السعودية محمد حسن الأمير في أهمية تطوير تلك الأحياء، ووضع مخطط تنموي لها بصورة واضحة ومقننة يضمن استثمارها وازدهارها مستقبلا. يلخص حمدان الشعيبي من أهالي عسفان الاحتياجات الأساسية على خلفية زيادة الكثافة السكانية في المنطقة ويتحدث عن ضرورة تعزيزها بالخدمات الأولية التي لا تستغني عنها مدينة مثل السفلتة وإنارة كافة الأحياء الرئيسية والطرقات، وتوصيل وتمديد شبكات الصرف الصحي إلى جميع الأحياء بلا استثناء فضلا عن تشييد مراكز مستقلة للدوائر والجهات الحكومية والخدمية التي تمتلك بعضها أراضي في عسفان ورغم ذلك لم يتم تشييد مقار لهذه القطاعات حتى اليوم وهو أمر يثير الاستغراب والدهشة طبقا لأقواله. يركز فهد السبيعي حديثه على ملف الخدمات الصحية والعلاجية والتي يعتبرها من أبرز المطلوبات في عسفان حيث الحاجة مطلوبة لإنشاء مزيد من المراكز الصحية لمعالجة وإسعاف الحالات الحرجة والطارئة التي لا تحتمل التأخير والانتظار. كما يقترح إنشاء مزيد من المقرات الحكومية خصوصا الدفاع المدني استنادا على بعد المنطقة من جدة لاسيما أن بعض الحالات الحرجة تتطلب نقلها عبر الإسعاف الجوي وهو ما حدث في مرات سابقة ويعزز هذا المطلب الكثافة السكانية العالية في عسفان. في معرض الحديث عن الإسعاف الجوي يتناول السبيعي سقوط ضحايا في الطريق بسبب الظلام على الطرقات التي تغيب فيها مصابيح الإنارة خصوصا في الأحياء ما يستدعي إنشاء مقار للهلال الأحمر والدفاع المدني إلى جانب تشييد مزيد من مراكز الصحة والعلاج يكفي سكان عسفان من مشاق السفر إلى جدة طلبا للعلاج. أما عقبة اليوبي فلا يتجاوز الحديث في حث الجهات المختصة على الاهتمام بالبنية التحتية في كافة أحياء عسفان ودعمها بكافة الخدمات اللازمة. مشيرا إلى ضرورة توفير خدمات شبكات المياه والصرف الصحي، وخدمات السفلتة والإنارة ورصف الشوارع وتعبيد الطرق الترابية، وتجهيز مداخل ملائمة للأحياء الداخلية ليسهل التنقل خلالها بيسر دون متاعب كما يحدث الآن. مؤكدا أن بعض الأحياء تم تزويدها بتلك الخدمات وأنه جار سفلتة أحياء أخرى لكن وتيرة العمل تسير فيها بشكل بطيء على حد تعبيره. من جهته، يأمل مترك السلمي دعم المخططات الجديدة وتشييدها على نحو متكامل تخطيطيا وخدميا وهندسيا وعلى كافة الجهات تزويد المخططات كافة القديمة والحديثة بكل البنيات الأساسية والتحتية بدءا من الصحة والتعليم والطرق والجسور وشبكات المياه والهاتف والكهرباء فبعض المخططات المأهولة بالسكان منذ أكثر من عشر سنوات تفتقر إلى الخدمات المحورية التي يصعب الاستغناء عنها. حمدان العمري تناول أمر النمو السكاني اللافت في عسفان خصوصا في الأحياء الطرفية وهو أمر أدى إلى ارتفاع أسعار الأراضي في تلك المواقع خصوصا تلك التي اكتملت نموا في جوانب الخدمات وهناك أحياء وحارات تم تعزيزها بخدمات السفلتة والإنارة وعلى الجانب الآخر تفتقر بعضها إلى نعمة الخدمات طبقا لتعبيره ويتجرع أهلها وسكانها مرارة الانتظار حتى اليوم على أمل تحقق مطالبهم في يوم قريب. على ذات الرأي يمضي سعيد السلمي مطالبا بتطوير تلك الأحياء وجعلها أماكن جاذبة للسكن والتعمير، وتوفير حد أدنى من احتياجات السكان في الوقت الراهن، مشيرا إلى ميزة مهمة تتميز بها بعض تلك المناطق كشمال عسفان مثل وجود أراض لكثير من الدوائر الحكومية، والجهات الخدمية، مطالبا باستثمار تلك الأراضي في توفير المقرات للأجهزة حتى تيسر على المواطنين وقاطني تلك الأحياء إنهاء إجراءاتهم بصورة سهلة وميسورة لا تضطرهم إلى التنقل بعيدا وقطع مسافات طويلة للوصول إلى مواقع الخدمات. ويأمل السلمي إنشاء مزيد من المدارس ومراكز العلاج والصحة.