لا تزال المباني المستأجرة في مكةالمكرمة من المشاكل التي يعد امر معالجتها بطيئا وسلحفائيا لا يتواءم مع حجم الاشكالية كما لا يتواءم مع المعاناة الكبيرة للطلاب والطالبات، حتى ان بعض منهم يفكر جادا في مفارقة مبنى مدرسته المستأجرة الى اخرى بعيدة عن مسكنه طلبا للراحة والجو التعليمي والتربوي المستقر كما يتفق المعلمون والمعلمات على الرؤية ذاتها. «طيبة» المعلمة في احد المباني المدرسية المستاجرة تقول انها تفتقد إلى الكثير من المميزات التي لابد ان تتصف بها كل مدرسة من حيث وسائل السلامة واتساع مساحات الفصول والممرات والساحة اذ تعد السعة المكانية والمساحة المناسبة في مواقع التعليم والمدارس من أهم المواصفات اللازم توفرها في اية منشأة تربوية. على الأقدام على الصعيد ذاته يشكو عبدالله الخزاعي من ضيق الطرق والشوارع المؤدية الى مدرسة بناته في الحي حيث ان المنطقة مزدحمة بالسكان والمركبات فيضطر في ساعات الذروة الكبيرة الى ايقاف سيارته على مسافة بعيدة للغاية من موقع المدرسة ويكمل رحلته على قدميه لاصطحاب بناته. ويضيف الخزاعي ويقول: مع التطوير العمراني والمشاريع القائمة في مكةالمكرمة بات امر الوصول السريع الى مقار المدارس المستأجرة وسط الاحياء مغامرة صعبة ومكلفة في الوقت وفي السلامة حيث اتخذت تلك المدارس مواقعها في عمق الحواري وعلى ادارة التعليم في مكةالمكرمة الوصول الى حلول موضوعية لهذه الاشكالية التي امتدت لسنوات طوال دون علاج موضوعي حاسم والبحث الجاد عن مبان حكومية دائمة خصوصا ان الوزارة وعدت اكثر من مرة بمعالجة الامر بصورة نهائية في كافة المناطق. حلم بعيد في السياق ذاته تقول الطالبة نوف انها ظلت تحلم منذ المراحل الدراسية الأولى بالانتقال إلى مدرسة ذات مبنى حكومي لأن فيه متسعا مع مرافق متخصصة تعليمية كما ظلت تتمنى الخروج من مبنى مدرستها المستاجر والمتهالك والمكتظ بالطالبات.. وقالت انها على وشك انهاء المرحلة الثانوية والحلم لم يتحقق بعد. جو غير معافى مرشدة طلابية رفضت ذكر اسمها أشارت إلى أن معظم ما تحتاجه الطالبة والطالب في المدارس لتلقي التعليم جو معافى وصحي يتمثل في المبنى المدرسي الآمن والمستقر والمهيأ بكل اسباب الراحة وهذا الامر مفقود للاسف في المباني المستاجرة. فمع الازدحام السكاني لم تعد تلك المدارس ذات بيئة صحية وتعليمية سليمة ولا هي مهيأة نفسيا للجميع من الطلبة والمعلمين. البقية الباقية وعلى الصعيد ذاته يقول مدير إدارة الإعلام التربوي بإدارة التعليم بمكةالمكرمة عبد العزيز الثقفي ان الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكةالمكرمة تحرص على توفير البيئة التربوية المناسبة للطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، ولإدراكها بأهمية التخلص من المباني المدرسية المستأجرة فإنها تعمل بجدية على التخلص منها رغم المشاريع التطويرية العملاقة التي تختص بها العاصمة المقدسة في هذه الفترة، ومع هذه الظروف تقلصت أعداد المدارس المستأجرة بشكل كبير فعدد المدارس المستأجرة لا يتجاوز (272) مدرسة من مجموع ما يزيد على (1540) والإدارة مستمرة في خطتها للتخلص من البقية الباقية.