حين يتعلق الأمر بمرض كورونا نتمنى لو أن وزارة الصحة تركز على علاج المصابين وتنصح مسؤوليها بالتوقف عن التصريحات التي لا تستطيع البرهنة عليها والتي تشكك في مدى تمكنها من التعرف على هذا المرض فضلا عن مقدرتها على معرفة أسباب كمونه حينا ومعاودته الظهور حينا آخر. وكيل وزارة الصحة تحدث في آخر تصريح له عن (أن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بفيروس كورونا هم الجزارون والطباخون في المطابخ لتعاملهم مع لحوم الإبل)، وقد بنى سعادة الوكيل تصريحه ذلك على ما سلمت به الوزارة من أن الإبل هي التي تقف وراء وباء كورونا متجاهلا كل المطالبات التي طالبت وزارة الصحة بالكشف عن نسبة المصابين بالمرض من رعاة الإبل ومخالطيها ومحبي تناول لحومها من بين من تعرضوا للإصابة بهذا المرض، ومتجاهلا كذلك حقيقة أن وجود الفيروس في الإبل لا يجعل منها سببا للإصابة به فهناك فرق يعلمه الناس جميعا وليس المختصون فقط بين حمل الفيروس ونقل الفيروس، ولو أن وزارة الصحة كانت على صواب لتوجب عليها أن تبحث عن السبب الذي حول الإبل من رفيق دائم للعربي والأعرابي على مدى قرون من الزمن إلى خطر يهدد حياته، ولتوجب عليها أن تفسر السبب الذي يجعل من إبلنا من بين إبل العالم سببا في انتشار هذا الفيروس. وقد كان ظهور الفيروس في كوريا مؤخرا وانتشاره كفيلا بأن تعيد وزارة الصحة النظر فيما تعودت أن تؤكده من أن الإبل هي سبب المرض فالكوريون لا يعرفون الإبل والإبل لا تعرف كوريا، ولم يتسرع مسؤول كوري واحد ويتبرع بالحديث عن أن الكلاب، التي يفضل الكوريون أكل لحومها هي مصدر فيروس كورونا. ليت وكيل الوزارة سكت قبل أن يتحدث عن أن الجزارين والطباخين هم الأكثر إصابة بمرض كورونا ما دام غير قادر على أن يبرهن بالأرقام على ما يقول فيذكر لنا عدد من أصيب بهذا المرض من بين الجزارين والطباخين ونسبتهم إلى مجمل من أصيبوا به. ليت أطباء وزارة الصحة يكتفون برعاية المصابين ومعالجتهم ويكتفي المسؤولون في الصحة بإدارة شؤون مستشفياتهم ومراكزهم الصحية وأن يتوقفوا عن التصريحات المجانية التي يعجزون عن البرهنة عليها، فالناس قد أصبحوا أكثر وعيا مما يتصوره أولئك المسؤولون. [email protected]