يظل الجهل والاندفاع الأعمى دون تبصر إلى الأجهزة التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي أشبه بالآفة التي تنقل كل ما هو غث الى المراهقين والصبية حتى أصبح الهاتف واللاب والأيباد هاجس الكثير من الأمهات لمتابعة ومراقبة ما يضاف ويجري في النت وفي غرف الدردشة. تقول مريم الزهراني إنها تحرص بدقة شديدة على متابعة ما يشاهده أولادها منذ الصغر وكان من السهل عليها متابعة المقاطع والمشاهد المنحرفة والمواقع التي تبثها لتنبيه أولادها على الابتعاد عن تلك المواقع لكنها فوجئت بأمر آخر أكثر خطورة يتمثل في الأفكار التي تبث عبر مواقع التواصل التي تقود إلى الإلحاد وتشجع الإرهاب والامر احتاج منها كما تقول الى تشديد المراقبة والمتابعة وما يتبعه من قلق حول التواصل بأساليب وطرق أخرى تجهلها. ظل قلق هدى عبده والدة شابين متواصلا ليل نهار بسبب خشيتها على أولادها خاصة مع بداية استقلالهم وخروجهم مع أصدقائهم دون مراقبة فتقول: لا أعلم مع من يجلسون وما هي الأفكار والنقاشات التي تدور في سهراتهم، لذلك أتابع حساباتهم في الفيسبوك وتويتر بصمت وعبر حساب خاص لا يعلمون بأنني صاحبته. وتضيف إن تخبط الأمهات وانشغال الآباء يجعل الأبناء في مأمن من المتابعة والمراقبة. مجموعة من التربويين حذروا من مواقع الفتنة و نصحوا بفرض رقابة عليها ويقول مدير تعليم مكةالمكرمة السابق حامد السلمي إن الفراغ الكبير الذي يعيشه بعض الشباب بالإضافة إلى روحهم الشابة تعتبر طاقة لا يجدون تفريغا لها إلا في هذه المواقع التي تنشر الأفكار المخالفة للشرع كما أن هناك غفلة وتقصيرا من الأسر ووسائط التربية عن القيام بدورها تجاه الشباب، فالشاب الذي لم يجد الحصانة الفكرية الكافية يجد في نفسه القبول لهذه المعلومات وبالتالي تؤثر على فكره. ويؤكد السلمي على أثر القرناء على قرنائهم كما هو الحال الآن في المجموعات في «الوتساب» والذي يجمع أشخاصا غير معروفين ولا نعي هدفهم وغايتهم والأفكار التي يحملونها ويبثونها عبر رسائلهم. الخبيرة التربوية هتون مطاوع ذكرت ان للشبكة العنكبوتية دورا في نشوء الإرهاب فمن السهل الوصول للشباب والمراهقين عبر الشبكة خاصة في غياب التوعية الدينية وغياب الحوار والتفكك الأسري إضافة للرغبة في تقليد الغرب حتى في أخطائهم ويجب تجديد الخطاب الديني بما يتناسب مع مستجدات العصر ومع طبيعة المراهقين وخصائصهم. وتشير مطاوع إلى أن العلاج يكون من خلال توعية أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات بالمدارس وكل معاقل التربية بهذه الظواهر السلبية والطرق المثلى للتعامل مع الشباب والمراهقين وتوعيتهم بالحوار الهادئ دون ضغط او فرض رأي. ويعلق المشرف التربوي في تعليم مكةالمكرمة عبدالله الشمراني: إن ما يسمى بالتواصل الاجتماعي لها فوائد في هذا العصر السريع ولها سلبيات وللأسف طغت السلبية على كثير في مجتمعنا فأصبحت النافذة السهلة لاكتشاف المحظور والممنوع. وهناك جهات ومنظمات تعمل على إفساد المجتمع واستهداف عدة المستقبل فقدموا لهم ما يشتهون في هذه الشبكة العنكبوتية.