الكثير منا قد لا يعرف مصدر كلمة رمضان فرمض النهار معناه اشتد حره. وهذا هو الحال في هذه الأيام المباركة. فرمضان يعني العطش من شدة حر النهار. ويقال رمض الثرى أي رمض الصائم يعني حر جوفه من شدة العطش. رمض المسلم أي صام رمضان. الرمض وهو شدة الحر فيقال: يرمض رمضا: اشتد حره. وأرمض الحر القوم: اشتد عليهم. وقد قيل: ابن سينا يمرض، وشفاؤه يرمض أي يشتد حرا. وفي الصحاح: يقال إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها، فوافق شهر رمضان أيام رمض الحر فسمي بذلك. وفي غريب القرآن للأصفهاني: رمض: شهر رمضان هو من الرمض أي شدة وقع الشمس يقال أرمضته فرمض أي أحرقته الرمضاء وهي شدة حر الشمس. من أهم معلومة يجب أن تصل لكل مواطن مصاب بداء السكري هي علاقة هذا المرض بموسم الصيف. وها نحن الرمض ورمضان وقد اشتد الصيف في جميع مناطق المملكة حتى وصلت في بعض المناطق إلى حرارة تعادل نصف حرارة غليان الماء أي خمسين درجة مئوية. وقد يشتد لأكثر من هذا وقد تعلو حرارة الجو إلى ما فوق الخمسين في بعض المناطق. الرمض أي الحر يعتبر من أخطر العوامل الطبيعية التي تؤثر على مريض السكر، لأسباب كثيرة، حيث إن بحكم الخالق يكون الماء لا يقل عن ستين في المائة من كامل وزن الإنسان وأكثرها يوجد داخل خلايا الجسم لذا أي نقصان في كمية هذا الماء قد يسبب عطلا في وظائف العضو المعرض للنقصان. عند ارتفاع كمية السكر في دم المريض يتسرب الماء من داخل الخلية إلى خارجها (أي الدورة الدموية) حتى يتساوى التكثيف المائي بين داخل الخلية وما يحيطها من دم. ارتفاع كمية الماء الموجود في الدورة الدموية يسبب زيادة في حجم الدم الذي يصل للكلى ومن ثم يؤدي إلى التبول الشديد مما يوقظ المريض من نومه عدة مرات للتبول أثناء الليل. تكرار هذا التبول الشديد يصفي الجسم من أهم عنصر يتكون منه جسم الإنسان ألا وهو الماء. عند حدوث نقص في كمية الماء في الجسم للأسباب التي ذكرتها يحاول المريض تعويض هذا النقص عن طريق شعوره بالعطش وشرب الكثير من الماء. عندما يصل إفراز البول بكمية تفوق قدرة المريض في التعويض عن طريق شربه للماء ينتهي الأمر بالمريض لا سمح الله بالجفاف. في حالة استمرارية ما ذكر أعلاه من ارتفاع نسبة السكر في دم المريض وارتفاع حرارة الجو مما يزيد في نقصان كمية ماء الجسم عن طريق شدة العرق ولم يتمكن المريض في تعويض هذا النقص المستمر ينتهي الوضع لا سمح الله إلى مضاعفات مرض السكري الحادة. الناتج الكلي لشدة حرارة الجو مع وجود نسبة عالية للسكر في دم المريض هو «الجفاف». استمرارية الجفاف لدى مريض السكر تؤدي إلى زيادة كثافة الدم وبطء سريانه في الدورة الدموية مما قد يتطور إلى انسداد في الأوردة والشرايين ينتهي به الأمر لا سمح الله إلى جلطة في المخ أو القلب أو الساق أو فشل كلوي حاد. فاحذروا الرمض في رمضان أيها الناس الحلوين. للتواصل ((فاكس 6079343))