التهاب مزمن في سبل التنفس، يؤدي إلى ضيقها، ولكن هذا الضيق غير دائم، فما تلبث القصبات الهوائية أن تستعيد سعتها بعد انتهاء النوبة. ويعرف الجميع ما يسببه الربو من سعال وصعوبة في التنفس مع سماع الازيز في الصدر. وتلعب المناعة دورا مهما في حصول الازمة فتتجمع انواع من خلاياها في سبل التنفس مسببة التهابا وردة فعل مضاعفة في القصبات تؤدي لضيقها. وتشير بعض الابحاث إلى ان الرضاعة الطبيعية من لبن الام تساهم، باذن الله، في خفض الاصابة بالربو في مراحل العمر التالية. وبعض المصابين تحصل النوبة لديهم عند التعرض للغبار بسبب مخلفات حشرات دقيقة معلقة في ذرات الغبار، وقد تثار الحساسية من روائح مواد كيميائية كمواد التنظيف او من البخور، او التعرض للهواء البارد او ممارسة الرياضة. كما ان بعض الحالات قد تحصل من استعمال ادوية مثل الاسبرين وما يشابهه من مسكنات الآلام. ويحدد الدليل السعودي لمرضى الربو، الذي وضعته المجموعة السعودية للربو والحساسية، مؤشرا لمعرفة مدى التحكم في الربو لدى المريض خلال فترة اربعة اسابيع وذلك بالاجابة عن 5 اسئلة، عن حبس الربو له عن اداء ما يجب عمله، وعن المعاناة من صعوبة التنفس، وعن اعراض الربو كالازيز، وعن استعمال البخاخات، وعن تقييمه لضبط الربو. وتعطى نقاط لكل اجابة وعلى ضوء مجموع النقاط الناتج من الاستبيان يحدد وضع المريض في إحدى 3 فئات: أ ربو منضبط بشكل جيد، ب ربو منضبط جزئيا. ج ربو غير منضبط، ويحدد لكل فئة ترتيب العلاج المناسب. وأود التنبيه هنا إلى أمر في غاية الاهمية ان الربو مرض حساس لا ينبغي ان نستهين به، فإن حالة الربو الشديدة قد تتطور خلال دقائق الى توقف التنفس والوفاة، لا قدر الله، ولهذا يجب ان نعرف دلائل النوبة الشديدة ومنها: 1 إذا كان المريض لا يستطيع اكمال جملة في نفس واحد. 2 اذا كان جالسا واليدان ممتدتان خلف الجسم لدعم التنفس. 3 اذا كان التنفس اكثر من 25 نفسا في الدقيقة. 4 اذا كان النبض اكثر من 110 نبضات في الدقيقة. وقد تحصل نوبة شديدة دون وجود اي من هذه العلامات. اما اذا كانت شفتا المريض ولسانه باللون الازرق فان هذا مؤشر على نوبة خطيرة يجب نقل صاحبها فورا الى الطوارئ. ومن الوسائل التي تساعد على متابعة حالة المريض القيام بقياس سرعة الزفير القصوى، وذلك باستعمال انبوب صغير رخيص الثمن. وبعد تدريب المريض على استعماله ينصح بتسجيل قراءته عندما يكون في احسن حالات الصدر ويستمر في تسجيل سرعة الزفير في جدول مرتين إلى 4 مرات يوميا على مدى اسبوعين وتؤخذ افضل هذه القراءات على انها المعيار للمقارنة بها فيما بعد، واذا تابع المريض القياس بعد ذلك يوميا سيتنبه الى بداية تدهور حالته فيكثف العلاج قبل ان تنزل الى مستوى خطير. واذا نقصت سرعة الزفير القصوى عن 80 %، من افضل قراءة، فهذا مؤشر على بداية انتكاس حالة الصدر، اما اذا انخفضت عن 40 % فهذا بداية تدهور شديد يجب علاجه فورا بالبخاخات حسب الخطة التي يحددها الطبيب، واذا لم تتحسن الحالة بسرعة يجب مراجعة الطوارئ، ويعالج الربو باستعمال انواع من البخاخات والاقراص التي يحددها الطبيب، وقد يحتاج الى استعمال حقن او اقراص الكورتيزون اذا كانت الحالة شديدة، ولا خطر من هذا العلاج ولكن يجب ان لا يعالج المريض نفسه بالكورتيزون لان له اضرارا جسيمة على الجسم اذا زاد عن حد الحاجة. وقد لاحظت ان الكثير من المرضى توصف لهم البخاخات ولا يستفيدون منها لانهم لم يتدربوا على استعمالها السليم، وخاصة كبار السن، ومثل هؤلاء يمكن ان يستعملوا البخاخ بأنبوبة صغيرة «spacer» بوضع البخاخ في طرفها ويستنشق المريض من الطرف الاخر دون حاجة الى تنسيق ضغط البخاخ مع الشهيق. وقد افتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء في المملكة بان دواء الربو الذي يستنشق لا يفطر المريض باستعماله، واستحسن ان يأخذ مرضى الربو بهذه الفتوى انقاذا لحياتهم، فقد تعرض بعض المرضى الى نوبات خطيرة ادخلوا على اثرها للعناية المركزة لتوقفهم عن استعمال البخاخ في نهار رمضان، وقد اوردت دراسات سابقة ان رمضان لم يسبب زيادة دخول مرضى الربو بقية شهور السنة، كما ان 13 % فقط من مرضى الربو استمروا في استعمال علاج الربو بنفس الطريقة التي تسبق رمضان وهنا يأتي دور الاطباء لتوجيههم. وينصح مريض الربو بعدم التعرض للجفاف حتى لا تزيد كثافة البلغم في الشعب الهوائية ويصعب اخراجه، مع تجنب الروائح النفاذة والغبار التي تثير النوبة وعلى رأسها التدخين المباشر او غير المباشر.