المجتمع المتماسك المرصوص الذي يشد بعضه بعضا يثير حنق الحاقدين على وطننا وأمنه واستقراره، فتجدهم يتفننون في حملاتهم المسعورة في تحطيم المعنويات وضرب قوى العقل ومراكز التفكير بأسلحة نفسية فتاكة لم يعرفها الإنسان على مدى تاريخه على الأرض تطورت بتطور العصور كل ذلك من أجل إيقاع الخلل وتفريق الصف ونزع الثقة. فتعددت الحرب النفسية في مفهومها وأشكالها وأهدافها وأدواتها وعلاقتها مع المجتمع في تأثيرها ومفعولها عليه، فكلما كان المجتمع ضعيفا وهزيلا أتت على قواعده وانتشرت فيه انتشار النار في الهشيم. ومن أشهر هذه الحروب النفسية هو حرب الشائعات ونشرها وترويجها عبر الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية بتلمس الأخبار الملفقة والحوادث الكاذبة وقلب الحقائق على عجل واصطيادها وهي تطير في الهواء قبل أن تقع على الأرض. يتصدرون لها بالتهويل والإثارة والمبالغة ويتناقلونها وكأنها حقائق مسلمة ولا يخفى على أحد ضرر هذه الجرثومة على أمن واستقرار المجتمع ووحدته وثوابته وقناعاته، فلا بد إذن من التصدي لهؤلاء الخفافيش الجبناء الذين يظهرون بين الحين والآخر يهددون الوحدة الوطنية ويعكرون صفو المجتمع، كما ينبغي تحصين المجتمع ضد هذا الوباء ومواجهته بالتثبت والأناة والتبين وحسن التصرف معه، وترك الاستخفاف بالحقوق والأعراض مع حسن الظن وتغليبه، وكذلك تشجيع الشباب على الاندماج في العمل لأنه تبين أن الكسل بيئة خصبة لتواجد هذا المرض وانتشاره بينهم. (مبتعث في الولاياتالمتحدةالأمريكية)