الموضوع يقع بين وزارة التجارة وهيئة الغذاء والدواء كل فيما يخصه لكن المؤكد أن السكوت عليه لا يليق خاصة في هذا الوقت الذي يجمع بين توفر مختبرات التحليل ووسائله المتطورة لكشف المكونات وتحليلها وبين سطوة الدعاية والإعلان ودورهما في نشر الوهم. عصير يبدو واضحا جدا أنه خليط من أصباغ ومواد ملونة خطيرة ويكتب عليه عصير طبيعي أو يروج في وسائل الإعلام أنه طبيعي أو خال من المواد المضافة، ولبن هو الأحرى والأقرب لعسر الهضم ويكتب عليه أنه يحتوي على أنزيمات مهضمة!!، وأغذية غير طبيعية المصدر ويكتب عليها أنها طبيعية. الطامة الكبرى حينما يجلب المعلن ممثلا أو شخصا مستأجرا ويرمي على جسده بمعطف (بالطو) أبيض ويتحدث على أنه طبيب أسنان، أو يكون فعلا طبيب أسنان أجر ضميره تأجيرا منتهيا بالتمليك، ويقوم بكيل المديح لمعجون أسنان محدد على أنه يحتوي على مواد تحمي الأسنان من التسوس وتمنع نزف اللثة وتعالج الأسنان الحساسة ولن أستغرب لو ذكر أنها تقضي على سرطان الفم!!، فقد سبق أن قال المثل الشعبي (قال من أمرك؟ قال من نهاني؟!). هذا الخداع للمستهلك يجب وقفه ومنع وسائله بتطبيق الغرامات على المعلن وتطبيق عقوبة التدليس شرعا لأن ما يذكر غير صحيح ولا يتوفر فعليا في السلعة، هذا من جانب ومن جانب آخر فإن ثمة أضرارا صحية تنجم عن الإسراف في استخدام تلك المواد الملونة والصبغات على أنها طبيعية أو الإسراف في استخدام المعجون على أنه علاج وهو مثل غيره من معاجين التنظيف ليس إلا، وسبق أن تطرقت إلى مشروبات المرض وهدم الطاقة التي تسمى كذبا مشروبات طاقة وتسببت في وفيات عدة عندنا وعند غيرنا. هذه الممارسات والخدع يجب أن تتكاتف وزارة التجارة وهيئة الغذاء والدواء لوقفها بجهد تكاملي ومكثف.