تنطلق يوم الأحد المقبل فعاليات المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الخامس في الرياض، وذلك عقب موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على استضافة المملكة للمنتدى تحت إشراف ورعاية الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وأكد ل«عكاظ» الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة الدكتور عبدالعزيز الجاسر، أن منظومة المقاييس والمعايير والإرشادات البيئية التي أعدتها الرئاسة وتطبق على المشاريع الجديدة تهدف إلى تحقق مبدأ حماية صحة الإنسان والمحافظة على البيئة، وصون مواردها الطبيعية وتطبيق نهج الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في جميع القطاعات الصحية والاقتصادية والصناعية والزراعية والتنموية المختلفة، مؤكدا أن هذه المقاييس للإيفاء بالتزامات الأرصاد وحماية البيئة نحو حماية البيئة وتلافي تكرار حدوث أضرار بيئية لتواكب متطلبات الحاضر واحتياجات المستقبل. ورفع د. الجاسر شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على موافقته الكريمة بإقامة المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الخامس وعلى دعمه الكريم والمستمر في كل ما من شأنه المحافظة على البيئة والتنمية المستدامة، مبينا أن المنتدى يشارك فيه كل من وزارات البيئة والغرف التجارية والصناعية بدول مجلس التعاون الخليجي والقطاع الحكومي والخاص والمنظمات البيئية والإقليمية والدولية بجانب استضافة 200 خبير محلي وعالمي للمشاركة في المنتدى، إلى جانب دعوة الخبراء العالميين في مجال الاستخدام الأمثل للمواد بما يتماشى مع مبادئ التنمية المستدامة وإدارة النفايات البيئية والطبية وإدارة المياه وكفاءة الطاقة وتكنولوجيا البيئة الصديقة. وأشار إلى أن محاور المنتدى تتركز على تعزيز الاستخدام المستدام للمواد الطبيعية، إدارة النفايات الطبية والصناعية وإعادة التدوير للاستخدام المفيد، التقدم في الموارد المائية وإدارة المياه، الشراكات والمبادرات المشتركة والتعاون المشترك بين القطاع في دول مجلس التعاون الخليجي، الطاقة التقليدية وإدارة الموارد المتجددة، مراقبة الانبعاثات والحد منها. وحول أبرز التحديات التي تواجه بيئة المملكة رأت رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم البيئية أستاذ الأحياء الدقيقة بجامعة المؤسس البروفيسورة رقية محمد قشقري، أن النشاط البشري والزيادة السكانية التي أدت إلى زيادة المخلفات والاستهلاك الكبير للطاقة والمياه والزحام في المدن هي مشكلات لم يتم التخطيط لها قبل ثلاثين عاما وظهرت المعاناة والآن يتم الحل لها، لذا فإن التخطيط للمستقبل هو التحدي في ظل الظروف الحالية لحل المشاكل الآن وفي المستقبل. وأكدت أن هناك إشكاليات عالمية مثل التغير المناخي والاحتباس الحراري أصبحت من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع الدولي. أما الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس فأكد أن هناك كثير من التحديات البيئية في المملكة منها التمدن ووصول العمران إلى مساحات شاسعة تتطلب مواكبة المرحلة وتوفير كل الخدمات اللازمة، أيضا تلوث الشواطئ يعد من الإشكاليات البيئية، حيث أثبتت الدراسات أن أكثر الملوثات شيوعا لمياه البحر في المناطق الساحلية هي الملوثات العضوية الناتجة عن التخلص من نواتج الصرف الصحي غير المعالجة أو المعالجة جزئيا في البحر، تليها الملوثات النفطية الناتجة عن حوادث التسرب النفطي أو من بعض المنشآت الصناعية التي تعتمد في تشغيلها على الوقود الثقيل، إضافة إلى ذلك الملوثات الناتجة عن مخلفات السفن العابرة في المياه الإقليمية أو الدولية، ولعله من المناسب هنا أن نذكر أيضا الآثار المصاحبة للنشاطات التنموية (مثل الردم أو التجريف في البحر) على الأحياء البحرية وخاصة الشعاب المرجانية. وأكد أن الخطة الاستراتيجية للبيئة في المملكة والتي انتهت منها الأرصاد وستبدأ في تنفيذها، تشمل النواحي البيئية والاجتماعية، وتغطي كافة النواحي من البيئة البحرية والمياه الجوفية ومياه الصرف الصحي إلى النفايات وجودة الهواء، للخمس والعشرين سنة المقبلة، وستجعل كل مدن المملكة صديقة للبيئة في إطار تنمية مستدامة ومنظور مستقبلي لحياة أفضل في بيئة نظيفة وصحية للأطفال والشباب والكبار.