أقلع طفل في العاشرة من عمره عن السجائر التي ظل يتعاطاها عامين، بعد خضوعه لبرنامج علاجي في عيادة القسم النسائي لجمعية نقاء التابعة للمركز الرئيسي في الرياض. وبدأت رحلة العلاج حين حضر الطفل مع والدته إلى العيادة، وأجريت له الفحوصات اللازمة، واتضح من خلالها أن الابن كان يتعاطى الدخان بشكل مباشر، وأفادت الأم أن غالبية أقارب الطفل كانوا مدخنين حتى والده، فوقع ابنها ضحية للسجائر. وتلقى الطفل في العيادة العلاج المناسب له وبعدها أقلع عن التدخين، حيث أظهرت الفحوصات خلو رئتيه من أول أكسيد الكربون، وتخلصه كذلك من الآثار الانسحابية للنيكوتين. وأبدت والدة الطفل ارتياحها لتخلص ابنها من إدمان التدخين، مقدمة شكرها لجمعية (نقاء) على الجهود التي بذلت في علاج ابنها، وما تميز به منسوبوها من أسلوب رائع في الحوار والإقناع، الأمر الذي دفع ابنها للإقلاع عن التدخين. بدوره أفاد المدير العام التنفيذي محمد بن سليمان المعيوف أن كثيرا من الأطفال يكونون في الغالب ضحايا لتعاطي السجائر بسب تدخين أحد الوالدين أو كليهما أو غيابهما عن البيت لساعات طويلة دون مراقبة لسلوك الأبناء، مشددا على أهمية مراقبة الأبناء وتنمية الوازع الديني لديهم، وتحذيرهم من تعاطي الدخان لأنه البوابة لتعاطي المخدرات، فممارسة التدخين في الصغر تكسر الحواجز لدى الناشئة مما يعطيهم الجرأة لتجربة ما هو أكبر من ذلك. وطالب المعيوف بضرورة تفعيل الأنظمة التي تحمي الأجيال من جشع تجار التبغ، لاسيما نظام حماية الطفل، الذي يمنع بيع السجائر لمن هم دون ال18 عاما. مشيرا إلى أهمية رفع الضرائب عليه للحد من تعاطي الأطفال للتدخين، لافتا إلى أن سعر علبة السجائر في المملكة يعد الأرخص مقارنة بالدول المنتجة والمصدرة. ورأى أن عدم إبعاد محال بيع السجائر والشيشة إلى خارج المدينة سوف يعطي انطباعا للأطفال بأنه عمل مشروع، داعيا إلى التشديد في تطبيق عدم بيع السجائر لمن هم دون الثامنة عشرة أسوة بالدول المتقدمة. من جهة أخرى، أثبتت دراسة حديثة نفذها فريق بحثي بكلية الصيدلة بجامعة الطائف برئاسة الدكتور سمير سلامة أستاذ مساعد الكيمياء الحيوية بالكلية بالتعاون مع الدكتور روبرت سنابكا الأستاذ بكلية الطب جامعة ولاية اوهايو بالولايات المتحدةالأمريكية، أن تدخين السجائر الإلكترونية قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الكلى. وأوضح الدكتور سلامة أن السجائر التقليدية تحتوي على النيكوتين، من خلال احتوائها على ستة آلاف مركب ضار، وتعرض أنسجة الرئة إلى ما يقرب من ترليون مشتق حر ضار. وذكر الدكتور سلامة أن السجائر الإلكترونية تحتوى فقط على مادة النيكوتين ويتم تداولها كبديل للسجائر التقليدية، لتخفيف الآثار الضارة للمواد الأخرى الموجودة داخل السجائر التقليدية. وبين أن الدراسة الحالية أثبتت أن مادة النيكوتين الموجودة بالسجائر الإلكترونية ليست آمنة على الخلايا الحية، حيث تستطيع تدمير بروتين (PCNA) وهو من البروتينات المسؤولة عن إصلاح خلل المادة الوراثية (DNA)، مما يجعل الخلايا عرضة إلى التحول لخلايا سرطانية. وأشار أستاذ مساعد الكيمياء الحيوية إلى أن هذا التدمير لا يقتصر فقط على خلايا الرئتين بل يمتد إلى باقي أعضاء الجسم، حيث يستطيع النيكوتين الانتقال من الرئة خلال الدم ليصل إلى الأعضاء الأخرى، مثل الخلايا الكلوية محدثا تدميرا مماثلا، مؤكدا أن هذه الدراسة أثبتت أيضا أن تناول فيتامين (C) يستطيع أن يقلل من الآثار المدمرة لمادة النيكوتين.