اكد الليبي موسى الكوني عضو لجنة حوار الليبي، أن الليبيين يتوقعون من لقاء الصخيرات المغربية، ما كان توقعه اللبنانيون في الثمانينيات من لقاء الطائف بالمملكة العربية السعودية، الذي أنهى الأزمة اللبنانية اللبنانية آنذاك. وأكد الكوني في تصريح ل«عكاظ» بمنتجع الصخيرات المغربي، أن مفاوضات الصخيرات في أجواء ايجابية وحكيمة، قطعت أشواطا جدا مهمة في التوافق الإيجابي حول عدد من القضايا لإيجاد الحل الناجع للاختلافات المسببة للصراع السياسي والاقتتال المسلح الدائرة رحاه الكاسحة في ليبيا الجديدة. وتوقع الكوني أن تكون جميع أطراف النزاع في ليبيا قد أعلنت وقف عمليات الاقتتال الجوي، مطالبا طرفي النزاع بإيقاف أيضا العمليات البرية، آملا أن لا يخرج المتفاوضون من المملكة المغربية إلا وهم متوافقون حول انتخاب رئيس للحكومة الليبية الجديدة ونائبيه. وكان المبعوث الشخصي لبان كي مون إلى مفاوضات الصخيرات برنادينو ليون، قد أثنى إيجابيا على المفاوضات التي جرت في المغرب بمشاركة ممثلين عن برلماني طرابلس ونظرائهم بطبرق، بالرغم من أن الفريقين معا لم يجلسا على طاولة واحدة، وكان كل منهما في قاعة منعزلة، بينما كان المبعوث الأممي بينهما ذهابا وإيابا يوفق بين الطرفين وسط فندق أمفيتريت بالمنتجع السياحي الهادئ في المغرب. وأشاد المسؤول الأممي بما وصفه بالروح الإيجابية والبناءة التي أبانت عنها أطراف النزاع الليبي الليبي، والتي أعربت عن استعدادها القوي للتوصل إلى مخرج للأزمة السياسية الخانقة، لا سيما الجوانب المستعجلة منها، وأولها الجانب الأمني والإسراع بوقف الاقتتال، معلنا أنه بالاتفاق على وقف إطلاق النار سيتهيأ الوضع للتوافق حول الشخصية التي ستقود حكومة الوحدة الوطنية الليبية أولا، ثم الانتقال إلى التشاور حول صياغة الدستور ثانيا. وكانت الأطراف الليبية استكملت الجولة الرابعة من المشاورات السياسية المنعقدة منذ الخميس في منتجع الصخيرات السياحي قرب العاصمة المغربية الرباط تحت اشراف الأممالمتحدة على أساس الاستئناف الأربعاء المقبل. وبحسب بيان تلاه محمد صالح المخزوم النائب الثاني للمؤتمر الوطني العام عن برلمان طرابلس خلال ندوة صحافية عقب انتهاء المشاورات، فإن فريقه تقدم بمقترح عملي الى المبعوث الأممي برنادينو ليون للتقدم بالمحادثات قبل العودة الى المغرب الأسبوع القادم. وتعد هذه الجولة الرابعة من نوعها بين الأطراف الليبية حيث سبق أن اجتمعت مرتين في جنيف ومرة واحدة في غدامس الليبية دون التوصل الى حل. وفيما لم تصدر تصريحات عن البعثة الأممية أو ممثلي برلمان طبرق، أضاف البيان أنه بعد الاتفاق على مقترح آليات تشكيل الحكومة وتحديد شكل السلطة التشريعية يتم إعداد محضر يتم التوقيع عليه مبدئيا بالأحرف الأولى ثم يعود كل فريق لمن فوضه ويعرض عليه المقترح للتصديق ويرجع يوم الأربعاء القادم (المغرب) ومعه أسماء أعضاء المجلس الرئاسي الممثلين له، وكذلك مقترح بأسماء رئيس الحكومة ونوابها. وأضاف البيان: سيتم النقاش في الأسماء المقترحة حتى نصل الى توافق على الرئيس والنائبين وفقا للمعايير والشروط المتفق عليها، ويقوم كل طرف بالاتصال بموكليه ليحسم هذا الأمر ولا نغادر الا باتفاق تام وبحزمة واحدة تتضمن تشكيلة رئيس الحكومة ونائبيه وأعضاء المجلس الرئاسي وشكل السلطة التشريعية والمدة الزمنية لإجراء التعديل الدستوري. وشدد البيان الذي تلاه ممثل المؤتمر الوطني العام على ضرورة صدور قرار من مجلس الأمن يعتمد وثيقة الحل السياسي التي ستضمن في الإعلان الدستوري ومعاقبة من يخرج عنها طبقا لما ينص عليه الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة.