أكد الدكتور عبدالرحمن البراك من وزارة التربية والتعليم، في ندوة «دور الشباب في مواجهة الإرهاب» أولى فعاليات المهرجان، ظهر أمس، أن محاربة الإرهاب تبدأ من مبدأ الاعتزاز بالدين والولاء للملك والانتماء للوطن، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من تفعيل دور الأسرة وربطه بالمدرسة، وإلى مزيد من برامج الحوار. الندوة التي شهدت غياب الدكتور عبدالعزيز بن علي الغريب من وزارة التعليم العالي، والدكتور عزام بن محمد الشويعر من وزارة الشئون الإسلامية، حضرها محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر، ومدير جامعة الطائف الدكتور عبدالإله باناجة، وعدد من المسؤولين والمثقفين والأكاديميين والأمنيين والمواطنين. وأضاف البراك أنه لا يمكن القضاء على الفكر، ولكن يمكن بناء الإنسان في فكره وتوجيهه، مشيرا إلى أن وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل وجه بإنشاء مجالس لسماع الشباب في المملكة، ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم يرتكز على برامج الشباب، وهناك 320 مركز حي، والمناهج محل اهتمام ومراجعة وتطوير مستمرة في وزارة التربية. من جانبه، قال العميد علي أحمد الزهراني من وزارة الداخلية إن المناصحة الوقائية موجودة من خلال المحاضرات المختلفة، وأن وزارة الداخلية لا تسمح بخروج من اجتاز برنامج المناصحة وانتهت عقوبته، إلا بعد تأهيله للمجتمع من خلال المنح الدراسية والبحث له عن وظيفة، ومتابعته بتعاون مع الأسرة وكذلك بمشاركة مختصين. كما استعرض البراك والزهراني دور الشباب في مواجهة الإرهاب وجهود وزارتي التربية والداخلية وسبل توعية الشباب والفتيات في كيفية مواجهة الإرهاب والرد عليه والوقوف صفا واحدا في دحض الإرهاب بكافة أشكاله وألوانه التي يظهر بها كل يوم من أجل الفتك بأمن البلد وهدم فكر الشباب. وشارك طلاب وطالبات جامعات المملكة وعدد من ضيوف سوق في مداخلات متتالية مع ضيوف الندوة، مطالبين بتفعيل الحوار من خلال منتديات حوارية تبدأ من أولى مراحل التعليم، ومطالبين في الوقت ذاته بإعادة النظر في المناهج في التعليم العام والتخلص من مناهج التلقين والحفظ وإعادة النظر في المناهج الدينية من قبل لجان متخصصة، خصوصا فيما يتعلق بمسائل الجهاد والبيعة وعلاقة الحاكم والمحكوم والتكفير والحاكمية والتسامح بين المذاهب والأديان. وكشف المتحدثون في الندوة عن أنهم يعانون في الجامعات السعودية من غياب الوعي بحقوقهم وواجباتهم، مقترحين إضافة منهج في المرحلة الجامعية لحقوق المواطن. الدكتور عبدالإله باناجة مدير جامعة الطائف أشار إلى أن هذه الندوة تأتي لتتماشى مع دور الوزارات في مكافحة الإرهاب وتنشئة الشباب وتنعكس على مصالح الدولة وتحصين الشباب من الأفكار الضالة والهدامة التي تؤثر على استقرار وأمن الوطن، حيث شارك في هذه الندوة 4 طلاب في القاعة والطالبات عن طريق الدائرة المغلقة وأعطى المسؤولون رؤيتهم وتمت الإجابة على تساؤلات الطلاب بكل ما يفيد المجتمع. واستشهدت الدكتورة سميرة كردي بأن الشباب هم ثروة الأمم، والحصن الحصين لأمنها، ونافذة للكثير اللامحدود وتساءلت من أين نبدأ؟ وكيف نواصل؟ وهل سنكتفي بالتحصين، مشيرة إلى أهمية احتضان الشباب والاستماع لمطالبهم وحواراتهم ومن ثم توجيههم بالحسنى والربط بين دراساتهم التخصصية وسوق العمل بما يضمن لهم السير بالوطن نحو الأمام. فيما طالب الدكتور صالح الغامدي بالاستثمار في الثقافة لمواجهة الإرهاب، لافتا إلى أن هناك جوانب غياب من قبل الشباب في الإسهام بالفعاليات الثقافية التي تقيمها الجهات المعنية في البلاد، مؤكدا على وجوب بذل الجهد من قبل المؤسسات الثقافية لاستقطاب الشباب في المشاركات الثقافية. ودمجت الشاعرة تهاني صبيح الأمومة بالأدب من خلال دورها في بيتها وتربيتها لأبنائها، مشيرة إلى أنه الدور الرئيسي لمكافحة هذه الآفة وبث روح المحبة والتسامح حتى تنبتهم نباتا حسنا وتعلمهم قيمة الحفاظ على الأرض والدفاع المستميت عنها ضد أي باغٍ أو عاد، مستشهدة بأبيات شعرية مطلعها «وطني استقر فلن ينالك مغرض، تأتيك من لجج الظلام حشوده، فلديك رمز للصمود وجدته».. ردا على الأحداث الإرهابية الأخيرة التي نالت من بعض رجال الأمن ورموز الوطن من شمال وجنوب وشرق وغرب البلاد. وقالت وكيلة كلية العلوم بجامعة الطائف الدكتورة إيمان حلواني بإنتاج جيل مسؤول عن تكوين أسرة تحظى بالأمن الأسري وتتغذى فكريا وروحا بمفاهيم الدين القويم بوسطي واعتدال، مشيرة لأهمية المشاركة المجتمعية مع الجهات المهتمة بقيادة الشباب وتعزيز قيم حب السلام والوطن ونبذ الإرهاب الفكري والعملي، من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات التي تعطي مساحة للطلاب بالمشاركة في بناء الحوار التربوي والاجتماعي. في حين رأت وكيلة عمادة شؤون المكتبات بجامعة الطائف الدكتورة فاطمة غزالي صديق أن من أراد الأمن والنصر وتحقيق الأهداف عليه أن يتصدى للفكر المتطرف بإرادة متواصلة لنماء الشباب والوطن.