أصبحت كلمة (الانتخابات) هي الأكثر تداولا بين الصيادين في منطقة المدينةالمنورة وخصوصا في محافظة ينبعالمدينة الساحلية بالمنطقة .. واقتربت «عكاظ» من عشاق البحر لرصد انطباعاتهم في مشيخة المهنة وتلمس مطالبهم ومدى رضاهم عن الخدمات المقدمة لهم ومواصفات شيخ المهنة المقبل وأين ستؤول الأصوات في يوم الاقتراع. لا مشاورات خالد الجهني أحد الصيادين الحرفيين في يبنع والمدن الساحلية الشمالية، ابتدر الحديث ل«عكاظ» وقال: إن مهنة الصيد من أصعب المهن وأخطرها على الإطلاق، وعلى ذلك يجب أن يكون شيخ الصيادين على قدر كبير من المسؤولية المهنية لتلبية احتياجات الصيادين والتفرغ بجزء من يومه لخدمتهم «فحسب خبرتي التي تجاوزت أكثر من 20 عاما في البحر من شمال المملكة إلى جنوبها وحسب ما يدور من آراء بين الصيادين في سوق السمك، فالفترة الماضية لم يستفد الصياد بشكل حقيقي من خدمات ومهام شيخ الصيادين إلا فيما ندر، فأمور وقوانين الصيد في البحر تسنها الثروة السمكية وتطبقها قيادات حرس الحدود دون استشارة الصيادين وأهل الخبرة في البحر». وجاهة ونزهة وهواية يضيف الجهني: الصيادون أصبحوا عبارة عن ناقل فقط للتعليمات، وهذا لا يرضي طموحهم بالطبع، نحن الصيادين الحقيقيين وأقصد بذلك الحرفيين، الذين يزاولون المهنة في الواقع ولهم قوارب صيد تؤمن الأسماك يوميا للسوق وهم الأكثر حاجة للمتابعة والاهتمام. صحيح أن هناك صيادين آخرين ومنهم المتنزهون الذين يقضون أوقات فراغهم في القوارب بغرض الإبحار والنزهة .. وهناك صيادون مستثمرون يحصلون على قروض من الدولة ثم يتركون المهنة ويستفيدون من القرض. ومن الصيادين أيضا من يرغبون في الوجاهة الاجتماعية والحفاظ على مهنة وتاريخ الأجداد في البحر. وإذا أتينا إلى الشريحة المهمة فهي شريحة الصيادين الحرفيين الذين يعتمدون على الصيد كدخل ومعاش لأسرهم وأنا احدهم وعددهم لا يتجاوزن 120 صيادا في منطقة المدينةالمنورة برغم أن الإحصاءات الخاصة بالثروة السمكية تقول إن عددهم أكثر من 1450 صيادا بمنطقة المدينة. نقد الثروة السمكية العم محمد سليم الهبك أحد أشهر الصيادين بينبع، في العقد السابع من العمر، يقول إنه قضى حياته كلها في البحر وبرغم خطورة الأمواج وتقلبات البحر إلا أن عشقه ممتد إلى هذه المهنة الحبيبة إلى قلبه وعن الانتخابات يقول: إن الصياد بحاجة إلى توفير جميع الخدمات والبنية التحتية للقوارب والمراسي والتموين التي تمكنه من الإنتاج والعطاء الوفير يوميا. وينتقد العم سليم الثروة السمكية في ينبع من جانبين؛ الأول عدم وجود تنظيم دقيق في قسم الإحصاء بالثروة يعرف الصياد الجاد والجيد عن الهاوي والمتنزه والمتقاعد عن المهنة، فالأعداد المسجلة كبيرة لكن الواقع يختلف في البحر ويؤثر ذلك سلبيا في الصيادين العاملين في المطالبة بحقوقهم. أما الانتقاد الثاني الذي يوجهه العم سليم فاتجه إلى المراسي والمرافئ التي تقوم وزارة الزراعة بإنشائها حيث تفتقر إلى أشياء كثيرة منها ورش للقوارب ومحطات الوقود ومواقع قطر القوارب من البحر وغيرها. ويضيف: إن الصيادين تحدثوا عن هذه المطالب أكثر من مرة وجاء الرد أن المواقع صممت لمراعاة الجوانب السياحية فطلب الصيادون إنشاء مرفآ خاص بالحرفين والصيادين. العم لويفي الكبيدي في العقد السادس من العمر، يطالب بصوت عال إغلاق الترشيحات للمشيخة وإجراء مناظرة حية مع المرشحين لتقديم برامجهم الانتخابية على الملأ والدخول في حوار مفتوح مع الصيادين في أي قاعة أو في قلب سوق السمك، وعلى ذلك يقوم الناخب باختيار الأصلح والأقدر على خدمته وتلبية مطالبه، ويعرب العم الكبيدي عن أمله أن تأتي الانتخابات بمن هو قادر على الأداء لا أن تكون فزعة ومجاملة ومصالح شخصية متبادلة بين الناخب والمرشح. مشيرا في ذات الوقت إلى أن الضغوطات والمصاعب التي تواجهها مهنة الصيد تستلزم المرشح القوي خصوصا مع الضغوطات التي تفرض على الصيد من بعض الجهات الحكومية والرسوم التي تفرض على الصيادين دون مراعاة للنشاط الذي يتوقف أحيانا بسبب سوء الأحوال الجوية وقد تتعطل القوارب أحيانا ليومين أو ثلاثة وكلها خسائر لا يعرفها المسؤول. وعن فترة الترشيح لتقديم المرشحين أكد الكبيدي أنها غير كافية، وطالب بمزيد من الوقت حتى يتمكن الصيادون من اختيار الأصلح لقيادة المهنة مرشح وحيد للمشيخة يشار إلى أن فرع الثروة السمكية في ينبع أعلن في وقت سابق فتح باب الترشيح لانتخابات طائفة الصيادين وتتولى الإشراف على التسجيل والانتخابات لجنة حكومية مكونة من محافظة ينبع والثروة السمكية وقيادة حرس الحدود وإدارة التربية والتعليم والغرفة التجارية. ودعت اللجنة كل من يأنس في نفسه الكفاءة لخدمة الصيادين التقدم بطلب ترشيحه، مشيرة إلى أن استقبال الطلبات سيتسمر ولم يتقدم لليوم الثاني إلا مرشح واحد فقط هو ناجي الرويسي شيخ الصيادين الأسبق.