(الطائف) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ لم يزل غياب الأهالي وإهمال متابعة الأطفال هو السبب الرئيسي في تعرضهم للحوادث المميتة في محافظة الطائف، فيما تزايدت في الفترة الأخيرة حوادث الحرائق الناتجة عن عبث الأطفال، ما يتطلب تكثيف التوعية من قبل إدارة الدفاع المدني والتركيز على تنبيه أولياء الأمور بمراقبة الأطفال بشكل مستمر. «عكاظ» شهدت العديد من حوادث الحرائق التي وقعت خلال عام نتيجة عبث الأطفال، وقد تزايدت نسبتها خلال هذه الفترة بشكل يتطلب المعالجة الجذرية، ومن أشدها تأثيرا، قصة الثلاثة أطفال الذين ذهبت أرواحهم ضحية العبث بالولاعة، حيث أشعلوا النار داخل البدروم وتفحموا جميعا في بدروم منزل بالسيل الصغير، بالإضافة إلى احتراق شقة في عمارة سكنية بالدور الثالث في شارع الغزالي، حيث تبين بعد تحقيقات الدفاع المدني أن السبب وراء اشتعال النار يعود إلى عبث الأطفال بالولاعة أيضا، وقد نجا جميع من كان في العمارة من هذه الحادثة ولله الحمد. وفي ظرف أسبوع وقعت حادثتان لحريق كذلك نتيجة إهمال أولياء الأمور للأطفال، الأولى لطفل أشعل النار في منزل أسرته بواسطة دمية كان يلهو بها أمام موقد الغاز، ونقل شعلة النار إلى خيمة ألعابه، إلا أن انتباه والدته أنقذ الموقف قبل أن تقع الأسرة ضحية لذلك العبث، أما الحادثة الأخيرة التي شهدتها المحافظة فهي لعبث الأطفال بالولاعة داخل منزل أسرة بحي الدهاس، وقد نجم عن ذلك اشتعال الغرفة وأصيب أثناءها الأم وطفلاها بالإضافة إلى رجل أمن، بعد أن تم إخماد الحريق في المنزل. من جانبه، أوضح ل«عكاظ» عواض العتيبي أخصائي اجتماعي، بأن المجتمع أصبحت تحفه العديد من المخاطر وخاصة الأطفال، والذي أساسه يكون نتيجة إهمال بعض الأسر في مراقبتهم، وعدم الوعي والإدراك بالخطر الذي يتربص بهم، مضيفا أن أولياء الأمور غفلوا عن حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، لافتا إلى أن هناك عدة طرق لعلاج هذه المخاطر، أولها على الآباء المدخنين وضع مكان خاص بهم وعدم ترك الولاعات أوغيرها في مكان قريب من متناول الأطفال، ناهيك عن الضرر الذي يسببه التدخين لهم وحب الأطفال لحب الاستطلاع والتقليد، ثانيا على الأمهات استخدام الوسائل الأقل خطورة وإغلاق الغاز فور الانتهاء منه، ووضع أماكن مخصصة للأدوات الخطيرة، ثالثا: عند خروج الوالدين من المنزل يجب تأمين المنزل قبل الخروج من أدوات الخطر والتنبيه على من يقوم برعايتهم، بوسائل السلامة وطرق استخدامها والاتصال على الدفاع المدني إن لزم الأمر. وبدوره، أوضح ل«عكاظ» الناطق الإعلامي ومدير العلاقات والإعلام بإدارة الدفاع المدني العقيد ناصر بن سلطان الشريف، أن المديرية العامة للدفاع المدني وضعت استراتيجية لترسيخ مفهوم السلامة العامة لدى المواطن والمقيم، وتوضيح الأخطاء والأخطار التي سجلتها عمليات الدفاع المدني، من خلال إقامة المعارض التوعوية في سوق عكاظ ومهرجان الورد. وأضاف العقيد الشريف، بأنه من بينها معرض خصص لسلامة الطفل تحت عنوان (حادث وعبرة)، والذي يحكي واقع الحوادث التي باشرتها فرق الدفاع المدني بمحافظة الطائف، وجرى التطرق في التوعية لحوادث عبث الأطفال وحوادث الألعاب النارية وحوادث المسابح والمستنقعات المائية والحوادث المنزلية وأخطار الغاز ومصادر الاشتعال والحوادث ذات العلاقة بالأطفال، وأثناء التنزه، ومشاكل التجمهر وما يسببه من أخطاء وما يحدثه من إعاقة لرجال الدفاع المدني والآليات المباشرة في الحادث، مشيرا إلى أن فرق الدفاع المدني بالطائف باشرت خلال شهر واحد فقط حوادث ناتجة عن عبث الأطفال ما يقارب نسبة 30 % من بين حوادث الحرائق الأخرى، حيث كانت حوادث عبث الأطفال مؤثرة، ونجم عنها إصابات كادت أن تتسبب في وقوع وفيات لولا لطف الله، حاثا أولياء الأمور على مراقبة الأبناء في داخل المنزل مراقبة مباشرة ودائمة.