كتب: صالح الفهيد شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ وعاد النصر إلى المستقبل، وكانت ليلة نصراوية بامتياز، استطاع فيها رفاق حسين عبدالغني تحقيق فوز صريح على فريق الهلال بهدف نظيف من قدم المتخصص محمد السهلاوي. لقد أثبت «ديربي» الرياض الكبير أن قواعد اللعبة في الدوري السعودي تغيرت كثيرا، ومن لا يريد أن يعترف بهذا عليه أن يتغير، أو يتغير! فالنصر لم يفز فقط لأنه الأفضل فنيا في الملعب، بل لأنه زمن النصر يا سادة، زمن الازدهار النصراوي، كل شيء في تلك الليلة كان يقول أنها ليلة العالمي، وعلى الجميع مراعاة فارق التوقيت ... والنقاط! ويقال لنا أن مباريات «الديربي» هي من ذوات النقاط الست، حصل النصر على ثلاث وخسر الهلال ثلاث، واتسع الفارق بينهما، وانفرد النصر بالصدارة. أجل انفرد بالصدارة وترك لغريمه التقليدي الهلال ما كان هذا الأخير يتركه للنصراويين في سنوات التخلي والتيه والتصحر، ترك لهم فوضى البحث عن سبب الهزيمة، تارة التحكيم، وطورا المدرب، وتارة أخرى الإدارة، وتدور مروحة البحث عن كبش فداء، لكن تبقى الحقيقة صارخة وهي أن الهلال أصبح الآن أكثر شبها بنصر الماضي، لقد حدث ما قلته سابقا وهو أن الهلال والنصر تبادلا المواقع بإرادة مشتركة. معادلة التفوق النصراوية عادة يتحقق التفوق لفريق ما عندما تكتمل عناصر المعادلة الفنية، مدرب ذكي وفريق مكتمل العناصر وإدارة حاضرة ذهنيا ولديها تحديها الخاص، وقد اكتملت الآن هذه العناصر عند النصر، ولهذا يفوز ويراكم النقاط، ويحث الخطى باتجاه الإنجاز، متربعا على الصدارة، وكلما تقدم السباق ازداد النصر ثقة بنفسه كفريق بطل، وازدادت حظوظه بالاحتفاظ بلقبه. صحيح إنه من المبكر جدا الحديث عن مصير الدوري، وصحيح أن النصراويين لم يصلوا بعد بأقدامهم إلى خط النهاية وإلى منصة التتويج، لكنهم وصلوا برؤوسهم، وستلحق بهم أقدامهم إلى هناك. أمير النصر يعاتب جماهيره ويبقى جمهور النصر أصل الحكاية كلها من ألفها إلى يائها، وأول من يدرك هذه الحقيقة رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي الذي لا يتوقف عن الرهان على هذا الجمهور، ولهذا غرد فجر يوم أمس، وبعد ساعات من نهاية «الديربي» قائلا: «سأستمر في وضع سبابة عملي على نبض مشاعركم يا جماهير الشمس ونجومكم سيحرثون الملاعب ولكن تأكدوا أنكم رقم ترجيح المعادلة في الحفاظ على ألقابكم». وكأنما هو بذلك وضع سبابته على قلوب النصراويين، وكأنما أدرك بحواسه الخمس كم هذه القلوب تدق، وتدق ترقبا وشوقا لساعة النصر الكبير، الذي يراه كثيرون بعيدا، ويراه النصراويون على بعد مرمى حجر. ولأمير النصر عتب المحب على جمهور الشمس، وهو لم يستطع حتى في عز فرحة الفوز أن يخفيه أو يتجاوز عنه، عندما قال: «جماهير الشمس أتردد أن أعاتبكم على الغياب ... ولكن نجومكم عاتبون جدا». جماهير الهلال تعاتب أميرها وبينما غرق النصر بالفرح، غرق الهلال بالدموع، وبدأت حفلة اللوم في أروقة الزعيم الجريح، وقد فجرت هذه الخسارة ما كان مكبوتا في نفوس الجمهور الهلالي، حيث انهالت عبارات اللوم والعتاب على إدارة النادي، وبالذات على رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد، الذي حمله كثير من الهلاليين المسؤولية عن الخسارة بل وعن التراجع الهلالي المستمر، وذهب بعضهم بعيدا بمطالبته بالتنحي والاستقالة من النادي، بعد أن كالوا له عددا لا بأس به التهم أقلها التقاعس عن أداء دوره، وغيابه المستمر عن النادي. وكان لافتا أن الأمير لم يظهر في حسابه في «تويتر» ليعلق على نتيجة المباراة، كما اعتاد أن يفعل دائما، ويبدو أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد يدرس بعض الخيارات الصعبة، وآثر الصمت حتى يحسم أمره!! خسارة متعددة الأوجه الشيء اللافت والغريب والجدير بالتوقف أمامه طويلا هو أن الهلال خسر في المدرج قبل أن يخسر في الملعب، بعد أن رفض مشاركة جمهوره مع جمهور النصر في «تيفو» نبذ التعصب (لا نخسر بعض)، كان قرارا خاطئا، برغم كل المبررات التي ساقها الهلاليون، وسيحسب عليهم أنهم تقاعسوا عن المشاركة في مبادرة وجهد حقيقي للحد من ظاهرة التعصب. فتاة في المدرج كان أحد أهم أحداث الأسبوع المنصرم هو اكتشاف فتاة بين الجمهور في مباراة الاتحاد والشباب، وقد قيل الكثير عن هذه الحالة، وما لم يسمع إلى الآن هو صوت الفتاة بطلة الحادثة.