يعتبر الأمن من أهم مطالب الحياة، بل لا تتحقق أهم مطالبها إلا بتوفره، حيث يعتبر ضرورة لكل جهد بشري، فردي أو جماعي، لتحقيق مصالح الأفراد والشعوب. وللأمن معنى شامل في حياة الإنسان، فلا يتوفر الأمن للإنسان بمجرد ضمان أمنه على حياته فحسب، بل هو كذلك يحتاج إلى الأمن على عقيدته التي يؤمن بها، وعلى هويته الفكرية والثقافية، وعلى موارد حياته المادية. والشعوب والدول، تحتاج فضلا عن الحفاظ على أمنها الخارجي إلى ضمان أمنها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ودون أن يتحقق لها ذلك، لا تتمكن من النهوض والتطلع إلى المستقبل، بل يظل الخوف مهيمنا على خطواتها، ومقيدا لتطلعاتها. ولذلك، فإن تكامل عناصر الأمن في مجتمع معين، هو البداية الحقيقية للمستقبل الأفضل، وتوفر عناصر الأمن الديني والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وبقاؤه في المجتمع ضمان لاستقراره، وازدهاره، ويمثل الالتزام بالإسلام، عقيدة وشريعة وقيما وأصولا اجتماعية، أهم عناصر الأمن في المجتمعات الإسلامية. فأهم ما يحقق الأمن في المجتمع المسلم، تطبيق الشريعة الإسلامية، وبدونه لا يستقر أمر المجتمع على حال، فإذا طبقت الشريعة، تجد الأمن والاستقرار في المجتمع، فكل إنسان قد أمن على نفسه وماله وعرضه؛ بما كفلته الشريعة الإسلامية له من حقوق، فكل فرد له حق، وحقه غير مضيع، فيعيش الجميع في اطمئنان وراحة بال. إن الحفاظ على أمن المجتمع واجب الجميع، وكل واحد على حسب دوره، وقدرته، فالأمن هو للجميع، وليس لأناس مخصصين، نسأل الله أن يديم نعمة الأمن والإيمان علينا، وأن يجنب مجتمعاتنا المفسدين.