ارتبط اسم الملحقيات التابعة لوزارة التعليم العالي بالثقافية وهي بلا شك تمارس على الواقع دوراً تعليمياً بحتاً وهاماً. لكن التنظيم الإداري خول لوزارة التعليم العالي الإشراف على معارض الكتاب الخارجية وارتباطها بالملحقيات الثقافية وهو إجراء صحيح صائب. فوزارة التعليم العالي لديها إمكاناتها الكبرى عبر ملحقياتها المنتشرة في العديد من دول العالم. إلا أن هذا الدور الثقافي المناط بالملحقيات يتفاوت نجاحاً ونشاطاً من ملحقية لأخرى. ومن المعروف أن معارض الكتاب اليوم تشكل تظاهرات ومناسبات ثقافية كبرى ورائدة، تستعد لها الدول مشركة معها العديد من المناشط الثقافية والعلمية والفكرية والفنية. ومن ثم لم تصبح معارض الكتاب مجرد بازار كتب فقط بل هي أيام لا تتوقف فيها الدقائق نشاطا وفاعلية. ومن فضل الله علينا أيضا وعلى بلادنا وما تحتله وما تتمتع لدى جميع دول العالم من مكانة متميزة في شتى الجوانب العلمية الثقافية ومن ثم تداعت وتزاحمت الدعوات لمملكتنا الغالية في كونها ضيف شرف للعديد من معارض الكتاب. وهي أي هذه الدعوات والاحتفاء تعكس الدور المتميز الذي تقوم به المملكة خليجيا وعربيا ودوليا. وإذا كانت المملكة تقوم بأنشطة خارجية من أجل إيصال وتقديم رسالتها العالمية للعالم في الجوانب الثقافية والإعلامية والثقافية، فإن معارض الكتاب أصبحت اليوم مناسبة جاهزة هامة، تحتاج معها فقط إلى مزيد من الاهتمام والدعم والمساندة من قبل وزارة التعليم العالي. والتأكيد عليها أي الملحقيات بالعناية بهذه المناسبات وتقديم الصورة اللائقة بالمملكة في شتى الجوانب. أنا لا أقلل من الدور الذي تنهض به الملحقيات اليوم وحاليا، إلا أن المناسبات ودور المملكة يتطلب مزيدا من العناية والدعم والمساندة. لقد استحضرت الدور الهام الذي تقوم به الملحقيات وأنا أشارك هذا الأسبوع في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وما شاهدته من نشاط رائع منقطع النظير من قبل الملحقية الثقافية السعودية في الإمارات. واستطاعت الملحقية خلال مناسبتين متعاقبتين وهما معرض الشارقة وكذلك معرض أبوظبي أن تقوم بالدور اللازم واللائق لمثل هذه الملحقيات. وحسب اعتقادي أن ذلك يتم من ثلاث محاور:- الأول: دعم ومساندة ومساعدة وتشجيع دور النشر السعودية على المشاركة وتذليل العقبات في ذلك خصوصاً في ظل انحسار الطلب والرغبة والشراء على الكتاب الورق. وما لم يتم دعم دور النشر ومساندتها ومساعدتها وتشجيعها على المشاركات وكذلك الشراء منها من قبل الجهات المشاركة والراغبة والمستضيفة وإلا سوف تشهد انحدارا خطيرا. الثاني: دعم وتشجيع المثقف السعودي وكذلك المثقفة وتفعيل دورهما في الركن المخصص عبر الصالون الثقافي والتنويع في الاختيار للمواضيع والشخصيات. الثالث: تقديم صورة جميلة وجيدة ولائقة للجهات السعودية المشاركة بجناح يليق بمكانة المملكة العربية السعودية عبر البيع والإهداء. وهو ما تحقق بحمد الله حيث أصبح الجناح السعودي محط أنظار الجميع وتقديرهم.