أطلق عدد من طلاب مدرسة متوسطة في مبنى مستأجر بجدة سيقانهم للريح حينما حدث تماس في أسلاك كهربائية تغذي أحد أجهزة التكييف في أحد الفصول بالمدرسة، مثل هذا السيناريو يحدث في غياب الصيانة ووجود وسائل السلامة في مباني المدارس المستأجرة. وأجمع عدد من أولياء أمور الطلاب أن غياب وسائل السلامة، وانعدام الصيانة خصوصا في المدارس المستأجرة يشكل هاجسا بالنسبة لهم، مؤكدين أن حوادث الحريق الفاجعة ما زالت عالقة في الأذهان والتي راح ضحيتها طلاب وطالبات، وفي تصريح سابق ل«عكاظ» أكد مدير الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة اللواء جميل أربعين أن اللجنة المشكلة من قبل وزارة التربية والتعليم وإدارة الدفاع المدني بشأن المباني المدرسية المستأجرة تسير وفق الضوابط المحددة من قبل الإدارتين وتعمل وفق آلية معينة في ما يتعلق بمساحة الأشغال التي تقدر بثلاثة أمتار مربعة للطالب بدلا من المساحة السابقة التي كانت تقدر ب2.1 متر مربع، وأن تكون هناك مخارج ووسائل سلامة. وشدد اللواء أربعين على أن المهلة الممنوحة للمدارس الخاصة لتطبيق اشتراطات السلامة لم تتغير حيث حددت لهم أربعة أعوام لتنشئ خلالها مباني وفق المتطلبات التي تناسب البيئات التعليمية. وأشار إلى أنه تم إعطاء مهلة خمسة أعوام للمدارس الحكومية المستأجرة بدأت بعد حادثة حريق مدارس براعم الوطن قبل ما يقارب ثلاثة أعوام، وبعدها لن يعطى أي تصريح لأية مدرسة ما لم تكن وفق المواصفات، وفي جولة على مدارس جدة رصدت مدى الخطر الذي يحدق بالطلاب ففي إحدى المدارس في غليل التقطت عدسة المصور أسلاكا متداخلة في بعضها ومتدلية على مدخل المدرسة، كما التقطت في جنوب مدرسة متوسطة مستأجرة بحي الروابي وذلك في دورة المياه أسلاك كهربائية متدلية على صنابير الماء، ولم يتوقف الأمر على هذا حيث ظهر قسام الكهرباء مكشوفا وتخرج منه أسلاك كهربائية ممدة على الجدار وقريبة من برادة الماء، وفي شمال جدة تعج مدرسة مستأجرة بكثير من الإشكاليات أولها دراسة مراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية في نفس المدرسة، حيث تكون في الصباح للمرحلة الابتدائية وفي المساء للمتوسطة والثانوية، هذا وقد طالب عدد من أولياء أمور الطلاب والطالبات باتخاذ كافة التدابير لضمان سلامة الطلاب، خاصة في ما يتعلق بالمباني المستأجرة والتي أكثر ما يدور حولها السؤال، لا سيما أن بعضها لم تعد صالحة للدراسة وباتت شبه متهالكة سواء في مبناها الرئيسي أو في الساحات الخارجية أو ما يتعلق بدورات المياه وبقية المرافق، يتحدث علي الفرساني يقول في البداية إن المدارس وخصوصا المستأجرة منها باتت تشكل مصدر قلق لآباء وأمهات الطلاب والطالبات حيث إن بعضها ما زالت تفتقر لكثير من مقومات السلامة، وأولها في ما يتعلق بتمديدات الكهرباء، والتي تشكل أكبر مصدر للخطر، وأضاف الفرساني أن هناك بعض المدارس النموذجية والتي قد تكون مناسبة ولكن نجد الزحام عليها والاكتفاء بعدد الطلاب، مما يضطر كثير من أولياء الأمور الاتجاه إلى المدارس المستأجرة والتي قد تغيب عنها الصيانة بعض الشيء.