تجاوزا للترشيحات المنصبة أساسا على الكيني نغوجي واثينغو، والياباني هاروكي موراكامي، فاز الروائي الفرنسي باتريك موديانو بجائزة نوبل للآداب التي منحتها الأكاديمية السويدية الخميس ليكون الفرنسي الخامس عشر الذي يكرم بهذه الجائزة. وقالت الأكاديمية السويدية في بيانها «إن موديانو كرم بفضل فن الذاكرة الذي عالج من خلاله المصائر الإنسانية الأكثر عصيانا على الفهم، وكشف عالم الاحتلال». وتمحورت أعمال هذا الروائي على باريس خلال الحرب العالمية الثانية، مع وصف لتداعيات أحداث مأسوية على مصائر أشخاص عاديين. ويبلغ الكاتب الفرنسي الفائز من العمر (69 عاما) وهو ركز نتاجه الأدبي على مدينة باريس خلال الحرب العالمية الثانية، مع وصف لتداعيات أحداث مأسوية على مصائر أشخاص عاديين. ويمتاز أسلوبه بالوضوح والبساطة، وقد جعل ذلك منه أديبا في متناول الجمهور العام كما في الأوساط الأدبية. وقال انغلوند «إن كتبه تتحدث كثيرا عن البحث، البحث عن الأشخاص المفقودين والهاربين، وأولئك الذين يختفون، والمحرومين من أوراق ثبوتية، وأصحاب الهويات المسروقة». فأبطال روايات موديانو هم غالبا من الأشخاص الباحثين عن هوياتهم، يكبرون بين عالمين، بين الظلام والنور، وبين الحياة في المجتمع والمصير الذي يحلمون به. وترسم نصوصه صورا حية لباريس بدقة تحاكي الأعمال الوثائقية. ونشر روايته الأولى سنة 1967 عندما كان في الثانية والعشرين من العمر تحت عنوان (لا بلاس دو ليتوال) (ساحة النجمة). وفي سنة 1972 نال جائزة الرواية الكبرى من الأكاديمية الفرنسية عن روايته (لي بوليفار دو سانتور) (جادات الحزام) وجائزة غونكور سنة 1978 عن «رو دي بوتيك أوبسكور) (شارع المتاجر المعتمة)، فضلا عن الجائزة الوطنية الكبرى لمجمل أعماله سنة 1996. وكتب سيناريوهات عدة، ومحاولة أدبية مع الممثلة كاترين دونوف عن شقيقتها التي ماتت في سن مبكرة، وكلمات لإغان فرنسية عدة. وكان آخر فرنسي يفوز بالجائزة قبل موديانو هو جان ماري لو كليزيو، وهو فاز بها في العام 2008. وعلى مدى تاريخ منح الجائزة، كرم 27 أديبا باللغة الإنجليزية في مقابل 14 أديبا باللغة الفرنسية ومثلهم باللغة الألمانية. ومن المقرر أن يتسلم الجائزة في حفل يقام في ستوكهولم في العاشر من ديسمبر (كانون الأول). ويقدم مبلغ قدره ثمانية ملايين كرونة، أي حوالى 878 ألف يورو (1.1 مليون دولار) للفائز بهذه الجائزة. وقالت الأكاديمية السويدية أمس الخميس «إن الكاتب الفرنسي باتريك موديانو فاز بجائزة نوبل في الآداب للعام 2014 للأعمال التي جعلته (مارسيل بروست هذا العصر)». وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس «إنه من دون أدنى شك أحد أعظم المؤلفين في السنوات الأخيرة وأوائل القرن الواحد والعشرين. هذه الجائزة استحقها عن جدارة كاتب يتحلى بالحصافة مثل أعماله الرائعة». وولد موديانو في ضاحية بولون بيلانكورت في باريس في يوليو (تموز) عام 1945 بعد عدة أشهر على النهاية الرسمية للاحتلال النازي للبلاد في أواخر عام 1944. وسبق لموديانو أن فاز بجائزة جونكور وهي أرفع جائزة أدبية في فرنسا عام 1978 عن أعماله. وكانت الفائزة السابقة بجائزة نوبل للآداب هي الروائية الكندية أليس مونرو.