ثمن نحو 200 باحث وعالم على مستوى العالم ممن شاركوا في فعاليات ندوة الحج الكبرى التي عقدت في رحاب مكةالمكرمة مستهل ذي الحجة الجاري الدور الكبير والرعاية الكريمة من خادم الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبداللهِ بن عبدالعزيزِ وحكومته الرشيدة لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين وزوار مدينة رسوله الكريم، داعين الله أن يجزيهم عن ذلك خير الجزاء وأن يديم لهم التوفيق والسداد لمواصلة المسيرة الإسلامية الحضارية الخيرة لهذه البلاد المباركة. وأضافوا أن تعكير صفو الحج بأي أعمال خارجة يعد من الأفعال الإلحادية وليس من الدين في شيء، وأشادوا بما حظوا به من حسن استقبال وحفاوة ضيافة من وزارة الحج خلال إقامتها فعاليات الندوة تحت موضوع «تعظيم شعائر الحج» في ظل تواجد كوكبة من العلماء والخبراء والمفكرين وأصحاب الرأي والباحثين من كل أنحاء العالم الإسلامي ومن الجاليات الإسلامية في البلاد الأخرى، وأبرزوا الجهود التي تبذلها حكومة المملكة في تعظيم الشعائر التي تنبثق منها أهداف هذه الندوة المتمثلة في ترسيخ المحبة والتعظيم والإجلال عند المسلمين كافة لشعائر الحج ومشاعره والنأي بمشاعر الحج وشعائره عن أن تكون مسرحاً للفتن وميداناً للأغراض الشخصية والصراعات المذهبية والتوعية بأهمية احترام الأنظمة المتعلقة بالحج وإظهار أن الالتزام بها هو من تعظيم شعائر الحج ومشاعره مع التأكيد على إشاعة وتعميق مبدأ احترام الحقوق والحرمات والمقدسات وعدم الاستهتار بها والربط بين أداء شعائر الحج واحترام مشاعره وتعظيمها وبين السلوك الحضاري المنضبط المتوازن فهو تظاهرة إسلامية للتواصل بين شعوب العالم وينبثق من فريضة ربانية ونسك عظيم. وأشادوا بالمنجزات العظيمة المتلاحقة والمستمرة التي قامت بها المملكة في الحرمين الشريفين وفي المشاعر المقدسة لرعاية الحجاج والمعتمرين والزوار بتيسير تنقلهم في أدائهم مناسكهم وتأمين سلامتهم وأمنهم وراحتهم في حلهم وترحالهم، لافتين إلى أن هذه الجهود عظيمة ومباركة وتعبر عن اهتمام المسؤولين وحدبهم وتعظيمهم لحرمات الله وشعائر الإسلام والمسلمين امتثالاً لقوله تعالى: «ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب».. مبدين دورهم من خلال أبحاثهم الرصينة في بيان فقه تعظيم الشعائر في الحج ومعرفة ما يخالف ذلك ويناقضه ليعم النفع بها بعد ذلك بين أهل العلم والباحثين وكذلك ليستفيد منها الحجاج وضيوف الرحمن وعامة المثقفين وطلاب المعرفة. وأوضحوا أن شعائر الحج هي أعلامُ دينِ الله الظاهرة في المناسك ومعالمه البارزة التي أمر سبحانه بها وندب إليها وشرع ذكره تعالى عندها تعظيماً لها وتعبيراً عن توحيده وطاعته وعبادته جل جلاله، حيث ينبغي أن يكون تعظيم الشعائر بالتزام الإخلاص لله تعالى وتوحيده مع خضوع القلب وانكساره وبالاتباع دون الابتداع في كل مرحلةٍ من مراحل الحج وبإتقان أداء الشعائر وإقامتها على أكمل وجوهها ومعرفة أسرارها وحقوقها وما لها من تفضيل وإجلال. وشددوا على أن تحقيق الأمن في الحج هو وجه أساسي من وجوه تعظيم المشاعر والشعائر ولا بد من تعاون الجميع على تحقيق هذا المقصد الشرعي الجوهري، لافتين النظر إلى أن الفساد والتخريب وتعكير أجواء الأمن والعبادة على الحجاج بأي عمل من الأعمال هو نوع من أنواع الإلحاد المندرج تحت قوله تعالى: «ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم»، مشددين في الوقت نفسه بعدم استغلال هذا الموسم للدعايات الشخصية والحزبية والصراعات الطائفية والمذهبية والصدح بالهتافات السياسية لأن موسم الحج يرمي إلى تجسيد وحدة المسلمين وتضامنهم ونبذ ما يدعو إلى التفرقة بينهم. ورأوا أن احترام الحجاج لأنظمة الحج والتزامهم بالهدوء والسكينة أثناء إقامتهم في أرض المشاعر هو من إجلال الله تعالى وباعث كبير على تقواه سبحانه وعلى تهذيب النفس وتعميق مبدأ تعظيمِ الشعائر الدينية، مشيرين إلى أن تعظيم شعائر الحج تترك أثرا اجتماعيا مهما يتمثل في تحقيق التواصل بين المسلمين على اختلاف لغاتهم وأوطانهم وتعميق التعارف والمودة بينهم بما يعود على الأمة بالقوة والمنعة والرفعة. وأكدوا على ضرورة تكاتف الأيدي وتضافر جهود المؤسسات الحكومية والأهلية القائمة على الحج في مختلف الدول لترسيخ المحبة والتعظيم لشعائر الحج ومشاعره في نفوس المسلمين كافة وتوعية ضيوف الرحمن توعيةً شاملةً تُسهم في أدائهم لنسكهم على الوجه الأكمل الذي تقتضيه المحبة والتعظيم.