في مثل هذا اليوم (5 من ذي الحجة 1392ه)، توفي المفكر والأديب والسياسي فؤاد إسماعيل شاكر (توفي في جدة عام 1392ه «1972م»)، وعندما يتطرق الحديث إلى رجل مثل فؤاد شاكر، فإن ذلك يعيدك إلى جيل الرواد الأفذاذ في «الزمن الجميل»، جمع إليهما (الشعر والصحافة) لقب «الرحالة الدؤوب»، مسجلا في رحلاته إنتاجا أدبيا فاضت بها كتبه حول «أدب الرحلات»، منها كتابه «رحلة الربيع»، الذي سجل فيه بصورة بالغة الوصف رحلته من مكةالمكرمة إلى «روضة الخفس» ومنها إلى الخرج عام 1360ه، يعد من الأعمال الأدبية التي تمتزج فيها علوم الأدب والفكر والجغرافيا والتاريخ، وأهم ما فيها لقاءه بالملك عبدالعزيز، رحمه الله، في «روضة الخفس». وجاء كتاب «رجل التشريفات والأدب فؤاد شاكر»، ليضاف إلى المكتبة العربية معرفة تاريخية جديدة لحقبة مهمة من تاريخ المملكة العربية السعودية، صاغتها سيرة الأديب فؤاد شاكر، من خلال عمله رئيسا للتشريفات الملكية في عهد الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، منذ عام 1364ه لمدة ثماني سنوات، (كان خلالها بمعية الملك عبدالعزيز في المناسبات والزيارات الرسمية)، ثم رئيسا للمراسم والبروتوكول في رابطة العالم الإسلامي في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله. ففي «فن الصحافة»، فإن «عميد الصحافة» في زمنه فؤاد شاكر، له لمساته الصحفية الأدبية، والإبداعية الفنية، أستاذا لجيله في العمل الصحافي، تخرج عليه يديه الكثير من الصحافيين، وله جهوده المتواصلة في خدمة الصحافة السعودية؛ بدأها بالتدرب على العمل الصحفي في صحيفة «كوكب الشرق» بالقاهرة، وهناك أصدر مجلة «الحرم» في 13 رجب 1349ه (كانت حلقة وصل بين الطلاب السعوديين وبلادهم، ومرآة تعكس آرائهم)، ليتولى عقبها رئاسة تحرير صحيفة «صوت الحجاز» عام 1350ه لمدة عام فقط بعد عودته إلى المملكة، ثم يعود إلى مصر لمواصلة دراسته، وفي عام 1355ه دعته الحكومة السعودية لرئاسة تحرير جريدة «أم القرى» وظل فيها 15 عاما، متوليا أثناءها رئاسة تحرير «صوت الحجاز» ما بين أعوام 1357 1366ه، وفي محرم عام 1376ه عين رئيسا لتحرير صحيفة البلاد حتى رجب 1378ه (بعد انتقالها من مكةالمكرمة إلى جدة)، كما أنه رأس تحرير «أخبار العالم الإسلامي» الصادرة عن "رابطة العالم الإسلامي" بلغتين؛ العربية والإنجليزية، بدعوة من أمينها العام الشيخ محمد سرور صبان. وفي «فن الشعر»، فإن صاحب «وحي الفؤاد» كان غزير الإنتاج الشعري، بشاعرية المحب للتراث الشعري العربي، والدفاع عن الشعر القديم، كارها للشعر الحر، قويا في سبكه، جزيلا في لفظه، انسيابيا في أسلوبه، حتى إن كثيرا من الأدباء والمفكرين عكفوا على دراسة شعره، الذي وظف الكثير منه لإنجازات المملكة العربية السعودية في تلك الحقبة الزمنية، وتشرف بمقدمة لديوانه الشعري «وحي الفؤاد» من قبل الملك عبدالعزيز، رحمه الله. وفي فنون: النثر والخطابة والتأليف، فإن الأديب المفوه، كان صاحب الإنتاج الإبداعي المتدفق، بنبوغ فكري وأدبي، بدليل كتبه التي قاربت ال 20 كتابا. وأثرت عليه تنشئته الدينية، من خلال المدرسة الرشدية في مكةالمكرمة، وفي المسجد الحرام علي يد والده وعلماء الحرم، وذلك الذي جعله يهتم بأدب القرآن، واللغة العربية، والأدب العربي، والتاريخ الإسلامي، وأدب الرحلات، إضافة إلى الكثير من المحاضرات والندوات الدينية والثقافية والفكرية. ويعد فؤاد شاكر صاحب إنتاج إبداعي متدفق، بدليل كتبه التي قاربت ال 20 كتابا الإسلامية، وله مجموعة من المؤلفات اتفق النقاد على أنها كانت مستوحاة من بيئته وما تمر به الأمة من أحداث جسام.. ومن مؤلفاته: صور الحياة (القاهرة 1929م)، أدب القرآن (مكةالمكرمة 1936، و1939م)، غزل الشعراء بين الحقيقة والخيال، أحاديث الربيع (القاهرة. 1943م)، الملك عبد العزيز آل سعود.. سيرة وتاريخ، رحلة الربيع (القاهرة 1943م)، دار الأيتام والصنائع بمكة (القاهرة 1943م)، تخليد ذكرى إنشاء السد السعودي الذي أمر بإنشائه الملك عبد العزيز على نفقته الخاصة (القاهرة 1943)، للوفاء والذكرى.. ما قيل في حفل الفقيد جميل داود (1943م)، دليل المملكة العربية السعودية (1948م)، حدائق وأزهار (القاهرة 1950م)، رحلات في ميداني العمل والجهاد «رسالة» (القاهرة 1954م)، الملك سعود في أحاديثه وخطبه (القاهرة 1955م)، حي على الصلاة «ديوان شعر» (1956م)، سلسلة من أمجاد الثقافة العربية (جدة 1958م)، وحي الفؤاد «مجموعة شعرية» (1967م).