ميدالية فضية في أصعب البطولات العالمية يتأهل في ختامها «الأربعة النهائيون» حيث ينافس الأربعة الأوائل وفي آخر أيام البطولة كل بجولة على جواد الآخر إضافة إلى جولة على جواده والفريق السعودي الشاب والمتحمس رغم أنه غير جاهز تماما كان مع الصفوة، وأنهى البطولة من ضمن العشر فرق الأوائل وهي النخبة العالمية. المستوى المشرف تم بفضل من الله ثم بتوجيه سيدي خادم الحرمين الشريفين لتكوين صندوق الفروسية السعودي ودعمه ليتمكن من إيصال رسالتنا العالمية وتحقيق المكانة التي تستحقها الفروسية السعودية. هذا الإنجاز بل الإعجاز كان في تحد مع الزمن، حيث أُشهر الصندوق قبل أقل من سنة من البطولة العالمية للفروسية «كنتاكي 2010»، هدفه التأهيل للبطولة إضافة إلى دورة الألعاب الأولمبية بلندن عام 2012. حمل الصندوق رسالة رياضة الفروسية بشقيها الرياضي والثقافي، وحقق إنجازا ثقافيا مميزا، حيث كان له السبق في إقامة معرض متحفي يحاكي تاريخ الفروسية ودورها في الحضارة الإنسانية، والذي أقيم بالتزامن مع الإنجاز الفروسي السعودي. هذا المضمار أثبت أن الإنسان السعودي سواء في رياضة الفروسية أو في الإدارة والتخطيط، والإبداع والإنجاز، مؤهل لمواجهة التحدي وإثبات الذات القادرة والمتمكنة بفضل ما وهبها الله من مكان ومكانة، فضلا عن أنها تحمل تاريخا عريقا تفتخر به وبعروبتها منذ آلاف السنين، وتؤمن برسالتها الحضارية التي نبعت من أرضها بدين الإسلام بسماحته وأخلاقه وعدله ونشرت عبر فروسيتها رسالة سلام ومحبة وإخاء. لقد ضحى الكثير من أبناء الوطن المخلصين والمؤمنين برسالة الفروسية النبيلة عندما وُجد التشجيع والدعم والثقة التي حملهم إياها ولي الأمر، ولم يبخلوا بوقتهم أو يتوانوا بجهدهم تطوعا وثقة بقدراتهم لتحقيق المنجز المنتظر منهم. مرت ثلاث سنوات أثبتنا خلالها صدق إيماننا بأن الفروسية عنوان سعودي لامع قادر على تبوؤ أعلى المراتب العالمية، وأننا أحق بالتألق في فروسيتنا، وكذلك فإن تفضل سيدي داعم الفروسية الأول بمؤازرة مسيرة النجاح سوف يؤكد للقطاع الخاص الذي ينعم بخيرات وطننا المعطاء أن استمرارية النجاح عملية مشتركة ومكلفة يجب أن يكونوا جزاء أساسيا منها، وأن إثبات صندوق الفروسية نجاحه الملموس من خلال الإنسان السعودي لهو محفز لحشد الدعم الذي يستحقه، لأنه حقق إنجازا دوليا لم تحققه أي رياضة أخرى، كما أنه يحمل رسالة وطن يمثل عراقة أمة. ولكن... ولكن... ولكن... بألم وحسرة وإحباط نشاهد الألعاب العالمية للفروسية لعام 2014 المقامة بفرنسا، والتي كان نجمها في كنتاكي بالولايات المتحدةالأمريكية سنة 2010 الإنسان السعودي بقدراته وإبداعاته وإنجازاته رياضيا وثقافيا، تعرض أمامنا اليوم بحضور سعودي باهت من خلال ثلاثة شباب تحملوا شخصيا المشاركة بقدراتهم الفردية ولم يذكر لهم أو لوطنهم أي إنجاز في مضمار سبق أن تألقوا فيه، ولم يتمكنوا من إكمال المسيرة، واختفى نجم الإنجاز الفروسي السعودي في بداية هذه البطولة حتى قبل أن تنتهي. إنه وضع يحز في النفس لمسيرة إنجاز شرف به الوطن والمواطن، والسؤال الذي يطرح نفسه أين مؤسساتنا وشركاتنا الوطنية وما هي مسؤوليتهم تجاه شبابنا المؤهل والذي أثبت وجوده ومكانته في المحافل الدولية، بينما تتسابق كبرى الشركات في باقي الدول لدعم الفرق المحققة للإنجازات باسم أوطانها؟؟؟.