دعا خادم الحرمين الشرفين قادة دول العالم وعلماء الأمة إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الأحداث الجارية من الإرهاب المرتكب زورا وبهتانا باسم الدين والدين منه براء سواء في العالم الإسلامي أو في فلسطين الحبيبة. وضع الملك النقاط على الحروف فيما يخص الدين الإسلامي والفظائع التي ترتكبها مليشيات منفلتة من كل عقال تتخذ الإسلام شعارا، مشوهة معانيه ومفاهيمه وأسسه لدى شعوب العالم الأخرى، خاطب قادة الدول وشعوبها من مهبط الوحي ومهد الرسالة معلنا أن كل ما يلصقه هؤلاء الخوارج لا يمثل ديننا السمح وشريعتنا الغراء. وتعرض للإرهاب اليهودي في فلسطين، غزة حاليا، وأدان صمت العالم تجاه المذبحة التي يتعرض لها أهلنا في غزة، والحقيقة هو صمت مريب في الحالين، صمت علماء الأمة عما يحدث في العراق والشام وفلسطين وغيرهم من دول العالم الإسلامي وكتمانهم للحق الذي يعرفون حتى أثم قلبهم. ههنا الصمت له ألف معنى يتدرج من التأييد الضمني إلى السكوت عن منكر يرتكب باسم الدين الذي هو ملك الجميع، الواجب على كل عالم دين الإعلان عن موقف الإسلام السمح دين الرحمة وموقف رسول الرحمة إلى البشرية من هذا الذي يرتكب باسم الدين الإسلامي، الصمت في مواقف مفصلية كهذه مع معرفة العالم الديني بخطورتها يسحب منه بساط العلم وسلطة العالم أمام العامة فيصبح منهم، هنا لا مكان لتلون المواقف، ولا مكان للتأويل والتفسير والتبرير، هذه جرائم واعتداءات ضد المعتقد وضد الشريعة أساءت لهما أمام العالم أجمع بحيث غدا الجميع متخوفا مما تعنيه كلمة إسلام، والواجب أن يدافع العلماء عن الدين ففي الأزمات يلجأ الناس للعلماء لإنارة الطريق ورفع الأذى عنه. في موضوع غزة والمجازر الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في حربه ضد سكان عزل، لا سبيل للصمت أيضا، فهو يعني الموافقة على إبادة شعب آمن في أرضه، وهو إرهاب دولة، هنا يتضاءل أمامه إرهاب جماعات مسلحة، الصمت هنا ارتقى إلى تعاون دول غربية مختلفة ذهب منها متطوعون للحرب مع جيش لا ينقصه عدة وعتاد، الصمت هنا يجب أن تكون له ردة فعل. كلمة خادم الحرمين الشريفين شكلت تحذيرا لهذه الدول المؤيدة للعدوان وجميعنا يتذكر كلمة الملك فيصل قبل قطع النفط عن بعض دول الغرب، والمنتظر الآن رد هذه الدول لوقف هذا العدوان الهمجي. قاصمة الظهر هنا أتت من بعض أبناء جلدتنا، ممن جسروا على إبداء ما يشتم منه التعاطف مع الدولة العبرية، هنا تبدت فداحة الخسران العربي، فبرغم كل حروب (إسرائيل) ورغم كل انتصاراتها العسكرية لم تنل يوما من عزيمة العرب والمسلمين لاستخلاص حقوقهم وأقصاهم وأراضيهم من المغتصبين، موقف كهذا من البعض يعتبر اختراقا للجبهة الداخلية وتفتيتا للروح المعنوية وهو ما عجز عنه العدو الإسرائيلي على مدار عقود ستة، هؤلاء يجب إيقافهم عند حدهم بموجب كلمة خادم الحرمين لوقف تفتت جبهتنا الداخلية.