يعد متحف دار المدينة للتراث العمراني أول متحف متخصص للتاريخ والتراث الحضاري والعمراني للمدينة المنورة. ويقع المتحف في الجهة الشرقية للمدينة المنورة بمقر مدينة المعرفة الاقتصادية أمام محطة قطار الحرمين. ويكشف المتحف معالم إرث مدينة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وحضارتها الإسلامية، مستعرضا تاريخها وتفاصيل دقيقة وشاملة من معالم السيرة النبوية والإسلامية، والثقافة العمرانية والحضارية للمدينة المنورة. وحملت المدينة طابعا تاريخيا وحضاريا وعمرانيا فريدا عبر المجسمات والصور والمؤلفات والمعروضات النادرة، ليعاصر فيها الزائر ماضي المدينةالمنورة العريق ومسيرة أهلها منذ الهجرة النبوية الشريفة وحتى العهد السعودي الزاهر. ويتيح المتحف أمام زواره التعرف على تاريخ المدينةالمنورة، ابتداء بمعالم السيرة النبوية وطريق الهجرة النبوية وكيفية تأسيس المدينة على يد النبي صلى الله عليه وسلم والمآثر المرتبطة بسيرته الشريفة، مرورا بمرحلة تأسيس المسجد النبوي الشريف ومراحل التطور العمراني لها على مدى التاريخ الإسلامي، ثم تفاصيل الحجرة النبوية الشريفة ودور الصحابة الكرام، وأحداث وتفاصيل غزوتي أحد والخندق العظيمتين، انتهاء بمعالم المدينةالمنورة وأسوارها وثقافتها الحضارية والعمرانية حتى اليوم. وينقسم متحف «دار المدينة» للتراث العمراني والحضاري إلى ثلاث قاعات رئيسة، وهي قاعة السيرة النبوية وقاعة التراث العمراني والحضاري، وقاعة المتحف المفتوح «حديقة المتحف»، فيما تعد قاعة السيرة النبوية أولى قاعات متحف دار المدينة للتراث العمراني والحضاري وتؤدّي إلى قاعات العرض الأخرى، ومساحتها 500 متر مربع، حيث تشمل هذه القاعة مجموعة من المجسمات والصور النادرة للمدينة المنورة، وتشرح معالم السيرة النبوية الشريفة بأسلوب مشوق ودقيق. وقد رتب العرض في هذه القاعة على عدة مراحل وهي مرحلة تاريخ وتطور مكةالمكرمة وتحتوي على مجموعة مجسمات تحكي تاريخ مكةالمكرمة منذ نزل فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام حتى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وهجرته إلى المدينةالمنورة، ثم مرحلة مسار طريق الهجرة النبوية الشريفة، وهو عبارة عن مجسم ضخم يشرح مسار رحلة الهجرة النبوية من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة، ويشتمل المتحف على مجسم دور الصحابة - رضوان الله عليهم - موضحة به مواقع دور الصحابة حول المسجد النبوي الشريف كيف كانت وأين أصبحت اليوم بعد التوسعة، كما أن هناك مجسما يعنى بمواقع المساجد المأثورة، أما قاعة التطور العمراني والحضاري فهي القاعة الثانية في متحف «دار المدينة» للتراث العمراني والحضاري من حيث ترتيب القاعات وتدرّجها، وتبلغ مساحتها 500 متر مربع، وهي تمثل الفترة التاريخية السابقة للمدينة المنورة والتطور العمراني والتراثي لها. وتضم هذه القاعة المجسم العام للمدينة المنورة، كما أن هذا المجسم يحتوي على أكثر من 4000 معلم، واستغرق العمل على إعداده وبنائه أكثر من 8 سنوات، واشترك في تصحيحه وتوثيقه أكثر من 400 شخص من أهالي المدينة الذين عاشوا في تلك الفترة. ويمتاز المتحف بعرضه لمجموعة من المقتنيات النادرة والجميلة التي ارتبطت بثقافة وتاريخ المدينةالمنورة، من أهمها العملات النادرة التي استخدمت في المدينةالمنورة على مدى عصورها المختلفة منذ العهد النبوي وتتابعاتها عبر التاريخ الإسلامي حتى يومنا الحاضر، كما يستعرض المتحف مجموعة من القطع الفخارية التي تعود إلى العهد الثامن الأموي، وبعض المخطوطات الإسلامية والمجوهرات والمقتنيات النادرة التي تعود لفترة ما قبل الإسلام، ومجموعة أخرى من التحف والمجوهرات والملابس والقطع التي تميز بها تراث المدينةالمنورة القديم.