يعتبر المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة من المساجد التي لها مكانة كبيرة لدى المسلمين في كافة أنحاء العالم وهو أحد أكبر المساجد في العالم وثاني أقدس موقع في الإسلام (بعد المسجد الحرام في مكةالمكرمة)، وهو المسجد الذي بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينةالمنورة بعد هجرته سنة 1ه الموافق 622 بجانب بيته بعد بناء مسجد قباء. مر المسجد بعدة توسعات عبر التاريخ، مرورا بعهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية فالعباسية والعثمانية، وأخيرا في عهد الدولة السعودية حيث تمت أكبر توسعة له عام 1994. ويعتبر المسجد النبوي أول مكان في الجزيرة العربية يضاء عن طريق استخدام المصابيح الكهربائية عام 1327 ه الموافق 1909. يشار إلى أنه في 13 ربيع الأول من عام 1372 ه الموافق 1952 بدأ العمل بتوسعة المسجد بأمر من الملك عبدالعزيز آل سعود، وبعد أن قاموا بشراء الأراضي وهدمها لتهيئتها للبناء الجديد. من ناحية أخرى فإن الأعمدة والأروقة جرى تصميمها على نسق التوسعة السعودية الأولى، وغطيت الجدران الخارجية بالجرانيت. وتمت إضافة ست مآذن جديدة تتناسق مع المئذنتين في التوسعة السعودية الأولى. وقد زود مبنى التوسعة بعدة أنظمة متطورة، منها أنظمة كاميرات، وأنظمة طاقة كهربائية دائمة واحتياطية، وأنظمة إطفاء حريق، وأنظمة للصرف الصحي. وبالنسبة للأبواب كان للمسجد قبل هذه التوسعة 11 بابا، أصبح 5 منها داخل مبنى التوسعة الجديدة، وهي باب الملك سعود وباب عمر وباب عثمان وباب عبدالمجيد وباب الملك عبدالعزيز. وصار عدد المداخل الإجمالي 41 مدخلا، بعضها يتكون من باب واحد، وبعضها من بابين ملتصقين و3 أبواب و5 أبواب متلاصقة، فيصير العدد الإجمالي 85 بابا. وقد بنيت هذه المداخل من الخرسانة وكسيت بالرخام ومن الخارج بالجرانيت، وزودت بأبواب خشبية ضخمة بعرض 3 أمتار وارتفاع 6 أمتار، واستخدم في تجهيز الأبواب الخشب العزيزي المستورد من السويد والمكسو بالبرونز، وكتب في وسط كل باب «محمد»، ويعلو كل باب لوحة من الحجر مكتوب عليها آية ﴿ادخلوها بسلام آمنين﴾. وفي ما يتعلق بالقباب المتحركة فقد تم تأمين عدة أفنية مكشوفة للمسجد بهدف التهوية والإنارة الطبيعية، وعددها 27 فناء بمساحة 324 مترا مربعا لكل منها. وغطيت بقباب متحركة بارتفاع 3.55 متر من منسوب سطح التوسعة، وعلى ارتفاع 16.65 متر من منسوب الدور الأرضي، وبنصف قطر داخلي بلغ 7.35 متر. وبلغ وزن الواحدة منها 80 طنا، ويتكون الوجه الداخلي من طبقات الخشب بسمك 20 ملم مرصع بالأحجار القيمة داخل إطارات مذهبة، إذ إنه قد استخدم 67.5 كجم من الذهب. ويتم التحكم بالقباب بواسطة جهاز كمبيوتر مركزي يعمل بالطاقة الكهربائية، ويستغرق فتح أو إغلاق القبة حوالى دقيقة واحدة. كما يوجد في المسجد صحن مستطيل الشكل شمالي البناء المجيدي، فتم نصب 12 مظلة لتقي الناس حرارة الشمس وشدة البرد والمطر، وهذه المظلات عبارة عن شمسيات من القماش الأبيض السميك، تحملها أعمدة حديدية مكسوة بالرخام الأبيض، قابلة للفتح والإغلاق بشكل آلي، وتظهر بحال فتحها شكل النوافير المائية، وفي حال إغلاقها تظهر كأنها منارات صغيرة ذات رؤوس مخروطية. وفي شهر أغسطس 2010 تم الانتهاء من مشروع مظلات ساحات المسجد النبوي، وهي عبارة عن مظلات كهربائية على أعمدة الساحات المحيطة بالمسجد النبوي من الجهات الأربع، وتبلغ مساحتها 143 ألف متر مربع، بهدف وقاية المصلين من المطر وحرارة الشمس أثناء الصلاة. وشمل المشروع تصنيع وتركيب 182 مظلة على أعمدة ساحات المسجد النبوي، بالإضافة إلى 68 مظلة في الساحات الشرقية، ليصبح مجموع المظلات 250 مظلة. وبلغت تكلفته 4.7 مليار ريال سعودي. وصممت المظلات الجديدة خصيصا للمسجد النبوي، بحيث تظل كل مظلة نحو 800 مصل، وهي بارتفاعين مختلفين، بحيث تعلو الواحدة الأخرى، على شكل مجموعات، لتكون متداخلة في ما بينها، ويبلغ ارتفاع الواحدة 14.40 متر، والأخرى 15.30 متر، فيما يتساوى ارتفاع جميع المظلات في حالة الإغلاق بارتفاع 21.70 متر.